أمل بنت فهد
حين تبحث عن رفيق أو صديق فإنك تبحث عمن تفهمه ويفهمك.. تبحث عن إنسان يقاسمك شيئا من أفكارك.. ويجمعكما هواية واحدة على الأقل.. تقضون بها وقتاً ممتعاً.. وإن كانت مجرد ثرثرة عن أمر مشترك.. لكن ماذا لو اخترت إنسانا يصغرك بأكثر من ثلاثين أو أربعين عاماً مثلاً.. ويكون أقرب للطفولة من المراهقة.. وحين تجتمعون سوية كأنكما حفيد وجده.. هل تراك تتحمل نزوات الطفولة التي يعيشها؟ وهل تستطيع أن تفهم تصرفاته وهوياته التي لا تتجاوز اللعب و»السوالف» السامجة!
هل تستطيع أن تحتوي احتياجاته المختلفة تماماً عن احتياجاتك! هل يمكنك أن تشعر بأهميتها كما يشعر هو بها!
قطعاً لن تستطيع.. وإن جاملت فإن عمر المجاملة قصير.. لأنك بالكاد تتحمل فوضى الأطفال.. وسطحية تجاربهم.. ولن تتحمل هذا البعد الثقافي بينكم.. والبعد النفسي أدهى وأمر.. لذا فإن هذه الصداقة محكومة بالإعدام والفشل ولن يطول عمرها.
هذا على مستوى الصداقة.. والزمالة.. والرفقة.. فماذا عن الزواج!
الزواج من طفلة.. سواء بالعمر أو بالفكر.. أين القواسم المشتركة بينها وبين جدها الزوج؟
زواج القاصرات ليس جريمة فقط.. بل هو محاولة لجمع ما لا يمكن جمعه.. وليست الإشكالية إن كان جسد هذه الطفلة يتحمل المعاشرة.. القضية أكبر من ذلك بكثير.
فإذا كانت مصاحبة الرجل الكبير للفتيان الصغار مدعاة للشك والريبة.. لأننا نعلم يقيناً أن وجودهم مع بعض غير صحيح.. ويتجاوز الصداقة.. لأنها شبه مستحيلة لتفاوت العمر.. وخوفاً على المراهق والطفل من رغبات الكبير التي قد تكون مظلمة ومستغلة لجسده الغض.. فلماذا لا نشعر بالخوف ذاته من رجل كبير يتزوج طفلة؟
كلاهما صغار.. الفتى والفتاة.. كلاهما لم تنضج رغباته.. كلاهما أضعف من أن يقررا رفضاً أو قبولاً.. ما الفرق بالله عليكم؟
ولو قلنا: إن سيدة خمسينية سترتبط بفتى لا يتجاوز الخامسة عشرة من عمره.. هل يمكن أن نقابل هذه الفكرة بنفس الحماس الذي يمارسه بعضهم حين تكون الزوجة طفلة؟
أغلب الظن أن الانتقائية سيدة الموقف.. فإن كنا نحترم الطفولة حقاً.. وندرك ما هي الطفولة.. فإننا سنرفض أي ارتباط غير منطقي.. وسوف نجرمه.. الكبار للكبار.. والصغار ينتظرون دورهم ليصبحوا كباراً ثم يختارون.