فوزية الجار الله
ينصح المختصون بعلم النفس بالتخلص من المشاعر السلبية أولاً بأول، وهناك الكثير من تلك المشاعر التي تعتري الإنسان خلال مراحل حياته المختلفة منذ أن يصبح واعياً قادراً على التمييز، من تلك المشاعر الغيرة التي قد تكون محمودة أو سيئة منبوذة كما هو معروف.. أتحدث هنا عن تلك المشاعر التي تنتاب بعض النساء على أزواجهن لأسباب قوية أو تافهة. وما دمنا على ذكر الغيرة فقد كان هناك تعليق مؤخراً تناقلته وسائل الإعلام العالمية على هيلاري كلينتون، حيث اتجهت نظرات السيد كلينتون الرئيس السابق لأمريكا إلى ابنة ترامب وهي تهبط الدرج.. ولا أعتقد أن هذا الاستنتاج صحيح فقد افترقا منذ زمن ثم إن هيلاري كلينتون امرأة قوية يبدو أن القضايا السياسية هي شاغلها الأول، لكنها وسائل الإعلام التي تميل إلى تضخيم الأمور وإشغال الناس بالأمور الجانبية وربما التافهة. وهناك غيرة كانت ثمارها ممتازة كغيرة زوجة ذلك المجرم الكازاخستاني الجنسية الذي اقتحم مطعم اسطنبول ليلة رأس السنة (2017) حاملاً كلاشينكوف ليكون سبباً في تلك الكارثة حيث تسبب في مقتل 39 شخصاً ما بين رجل وامرأة إضافة إلى عدد من الجرحى، حين علمت الزوجة بأن «داعش» قد أهدت لزوجها مكافأة لجريمته امرأتين «زوجتين» تعيشان معه في منزل واحد سارعت بالتبليغ عنه، هذا الحدث يشير إلى أن المنتمين إلى داعش ليسوا هم المسلمين حقاً وإنما هي تختار سفلة البشر وأكثرهم سوءاً وانحرافاً لتنفيذ جرائمها.
أعود إلى موضوع الغيرة وأقول إن المرأة حين تبالغ في غيرتها على الرجل تصبح أسيرة لتلك المشاعر السلبية ولا تحصد سوى التعب وقد تصبح محط سخرية وتندر من الآخرين وليس من مصلحتها أن يطلع الزوج على هذه الغيرة المبالغ بها فلا بد أن يزعجه ذلك وربما تساهم دون وعي منها في ابتعاده عنها.
وفي هذا السياق لا أدعي بأنني الأكثر تميزاً بين النساء، لكنني ما زلت أتذكر ذلك الموقف الذي واجهني منذ سنوات، تعرفت على إحدى السيدات، حالما رأتني للمرة الأولى هتفت بفرح قائلة: أنت فلانة زوجي يقرأ لك!
لم أعلق في لقائنا الأول. حين رأيتها في المرة الثالثة أو الرابعة سألتها عن عبارتها وما الذي قرأه زوجها؟ في تلك اللحظة كان اهتمامي موجهاً إلى القارئ وليس الرجل، عندها ابتلعت ريقها وقد أصابتها نوبة هلع بدت ظاهرة في نظرات عينيها: لا .. لا .. ليست أنت هو يقرأ لكاتبة أخرى، لقد كنت مخطئة!
أخذت أحاول قدر الإمكان إخفاء ابتسامتي وأنا أردد في داخلي:
لا حول ولا قوة إلا بالله.