يوسف المحيميد
كنت كتبت قبل أشهر عن أهمية أن يكون المواطن رجل الأمن الأول من خلال شعوره بالمسؤولية تجاه وطنه، والمحافظة على أمنه، وممتلكاته، والدفاع عن مواطنيه وحقوقهم، وكنت أدرك أهمية أن تكون عين المواطن هي العين الساهرة الأولى، العين التي تلتقط الأخطاء وتبلغ عنها، لكن اعتراض البعض يتمثل في صعوبة البلاغ وتعقيدات خطواته، لذلك يلجأ المواطن إلى تجاهل ما يحدث أمامه في الغالب، تحاشيًا لهذه الإجراءات التي تستنزف وقته وجهده!
أخيرًا أصدرت وزارة الداخلية مشكورة تطبيقًا جميلاً بعنوان «كلنا أمن» يمكن تحميله في أجهزة الجوال الذكية، واستخدامه في البلاغ بطريقة احترافية ومميزة، يتم من خلاله التبليغ بالصورة والفيديو عن أي حالة شك تجاه حركة لصوص في شقة مجاورة، حادث مروري في الطريق، استخدام جوال أثناء القيادة، القيادة المتهورة من قبل بعض قائدي المركبات، السرعة العالية والمتهورة، سرقة محل، وأي موقف حي أمام المواطن يوحي بأن ثمة مخالفة لقوانين الوطن وأنظمته.
هذا البلاغ يصل إلى غرفة العمليات التي بدورها توجهه للجهة المختصة بالموضوع، والتي يفترض أن تتعامل معه باحترافية ومهارة وسرعة عالية، وما لم تتعامل الجهات، كل جهة بحسب اختصاصها، سواء الشرطة أو المرور أو المخدرات أو ما شابه، فلن يكون هناك جدوى من التطبيق، وبالتالي من المواطن ومبادراته، فقد أدركت من تشكيك بعض المواطنين بجدوى هذا التطبيق، وأنهم أبلغوا عن حالات لم يُتخذ حيالها إجراء، بأن المشكلة ليست في التطبيق، ولا بغرفة العمليات التي تتعامل بسرعة مع أي بلاغ، وإنما في الجهات التي ستتحرك فعلاً على أرض الواقع، لذلك فإن مزيدًا من التنسيق، وعقد اللقاءات وورش العمل بينهم، ستسهم حتمًا في نجاح هذه الخطوة الرائعة، فهي ما كنا بحاجة إليه من سنوات بعيدة.
وكما نجح تطبيق البلاغ عن مخالفات الغش التجاري، وتوفير وزارة التجارة والاستثمار فرقاً جاهزة لتنفيذ الإجراء تجاه أي بلاغ صادق وحقيقي، سينجح هذا التطبيق في بث المزيد من الأمن في هذا الوطن الكريم، وسنسهم جميعنا - كمواطنين - في حفظ الأمن والطمأنينة، فقط علينا جميعًا أن نتكاتف معًا، رجالاً ونساء، مواطنين ووافدين، للإبلاغ عن أي حالة شك تجاه سرقة أو اعتداء أو تهور أو إخلال بالأمن!