«الجزيرة» - علي بلال:
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس الفخري للجمعية، وبدعم وحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، تشهد مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (الشريك الإستراتيجي البحثي للجمعية) مساء اليوم حفل افتتاح مؤتمر الزهايمر الدولي الثالث الذي تنظمه الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر بالتعاون مع المدينة، ومستشفى الملك فيصل التخصصي (الشريك الاستراتيجي الصحي)، كما سينطلق البرنامج العلمي للمؤتمر خلال الفترة من 3-5 جمادى الأولى 1438هـ بحضور عدد كبير من مسؤولي الدولة وأصحاب وصناع القرار وعدد من الوزارات.
وسيبدأ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم يلقي صاحب السمو الأمير سعود بن خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن رئيس مجلس إدارة الجمعية كلمته الافتتاحية للمؤتمر، يعقبه كلمة يلقيها صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (الشريك الاستراتيجي البحثي للجمعية).
وعقب ذلك يلقي البروفيسور روبرت دارووف رئيس قسم الأعصاب بجامعة كيس ويسترن بالولايات المتحدة الأمريكية وعضو المجلس الاستشاري بالجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر كلمة نيابة عن المؤتمرين، يعقبه كلمة لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، يمثلها وكيل الوزارة الدكتور سالم الديني. كما سيشاهد الحضور مقتطفات من فيلم (آل زهايمر) الذي يعرض عددًا من القصص الواقعية لمرضى الزهايمر ومعاناة مقدمي الرعاية مع المرضى، ثم كلمة لوزارة الصحة، يمثلها وكيل الوزارة للخدمات العلاجية الدكتور طريف الأعمى. وسيشهد الحفل توقيع عدد من اتفاقيات التعاون في إطار برنامج الشراكات الاستراتيجية الرائد الذي تتبناه الجمعية منذ تأسيسها، التي من ضمنها ما يخدم نطاق الرعاية والتدريب والتأهيل لمرض الزهايمر.
ويختتم الحفل الخطابي بكلمة توجيهية للأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، يقوم بعدها بتكريم الجهات الداعمة والشركات المتخصصة ورجال الأعمال الداعمين للمؤتمر، ومغادرة سموه الحفل.
ويناقش المؤتمر خمسة محاور رئيسية هي: التدخلات العلاجية المتاحة للمصابين بمرض الزهايمر، الدعم الاجتماعي والقانوني لمقدمي الرعاية، الاضطرابات السلوكية المصاحبة للمرض والتعامل معها، عوامل الخطر الجينية والبيئية المرتبطة بالمرض والتعامل معها، والنواحي الأخلاقية المرتبطة بالعمل مع المصابين بالمرض وأسرهم.
ويصاحب المؤتمر تنظيم العديد من المطبوعات التوعوية ودليل أدوات مساندة لمرضى الزهايمر، وإرشادات مقدمي الرعاية بالتعاون مع NIH، والغذاء والتغذية بالتعاون مع دايت سنتر، وتقويم الجمعية السعودية لمرض الزهايمر، وأدوية الزهايمر، وورش العمل والبوابة التكنولوجية للمهتمين والمختصين. كما سيشارك بها عدد من الباحثين والمختصين، إلى جانب عدد من النشاطات الاجتماعية والسياحية.
وتركز فعاليات اليوم الأول للمؤتمر على عرض ملامح تاريخية للمرض، وأسبابه، والعوامل الجينية للمرض، وعلاقة التغذية بالزهايمر. كما يناقش المؤتمرون في اليوم الثاني تشخيص المرض، وعلاجه، وعقد ورشتي عمل، الأولى بعنوان (تقييم علم النفس العصبي لمرض الزهايمر)، والثانية بعنوان (الحقائق، المستقبل، والمخاوف.. مساندة العوائل لمواجهة الخرف ورعاية نهاية المطاف).
أما اليوم الثالث فخصص لأربع أوراق عمل مهمة، هي: انتشار المشاكل السلوكية بين مرض الزهايمر وطرق تقييمها، والتدخلات العلاجية المتاحة، وتأثير المشاكل السلوكية على مقدم الرعاية، والرابعة والأخيرة تتعلق بالجانب التشريعي لمريض الزهايمر بعنوان (المركز القانوني لمريض الزهايمر).
ويأتي تنظيم الجمعية لهذا المؤتمر الذي سجل إنجازًا بوجود عدد من المتحدثين المحليين والسعوديين والعرب في هذا التخصص هذه السنة لأول مرة نظرًا لندرة المتخصصين بهذا المجال لتكثيف الكوادر البشرية المدربة في مجال التخصصات الطبية المتعلقة بكبار السن ومرضى الزهايمر؛ لتكون قادرة على النهوض بمتطلبات هذه الشريحة. أما على المستوى المحلي فقد تبنت الجمعية مع شركائها الاستراتيجيين الصحيين برنامجًا لتدريب الأطباء والعاملين في الحقل الصحي، وكذلك لمقدمي الرعاية للمرضى. وقد قطع البرنامج شوطًا ملموسًا في هذا المجال، وتم فتح عيادات متخصصة في تقديم الرعاية الصحية المناسبة والملائمة لمرضى الزهايمر في عدد من المستشفيات الحكومية. وتعمل الجمعية على توسعة التجربة مع مستشفيات القطاع الخاص.
وركَّزت الجمعية على مهامها الرئيسة المتمثلة في التوعية والتثقيف بهدف رفع مستوى المعرفة بمرض الزهايمر وأعراضه وأساليب رعاية مرضاه؛ فبادرت بإطلاق حملة وطنية شاملة نظير ارتفاع تكلفة برامج الرعاية المتطورة لتخفيض المبالغ المخصصة للرعاية في هذا المجال. وفي هذا الإطار تم تفعيل الاستراتيجية الوطنية لتكامل العمل الخيري وطنيًّا رغبة في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشرائح المستهدفة بأعمال الجمعية والمحتاجة إلى مساندتها في عدد من مناطق المملكة.
وتوّجت الجمعية جهودها بالحصول على تقدير عالمي بحصولها على جائزة شايو التي تمنحها المفوضية الأوروبية تقديرًا لمبادرة الجمعية المتميزة في استحداث برنامج الشراكات الاستراتيجية الذي حظي بإعجاب القطاعات كافة المشاركة في ترشيحات الجائزة، وأيضًا لتميز أداء الجمعية في إدارة أنشطتها وبرامجها رغم حداثة تأسيسها. وتعد الجمعية من الجهات القلائل التي تحصل على هذه الجائزة.
وتعد الجمعية أحد أهم المراكز العلمية المتخصصة على المستوى المـحلي والإقليمي التي تعتني وتهتم بمشاكل مرض الزهايمر والمصابين به والطرق المثلى للرعاية والعناية بالمرضى.