فهد بن جليد
(القيادة فن وذوق وأخلاق) هي أكثر الشعارات التي يرفعها السائقون في عالمنا العربي ولا يطبقونها؛ لأنه لا يوجد نظام مروري يُعاقب على عدم الالتزام بها، بل هي متروكة (لتربية الناس) وحضارتهم؟!
لا يوجد في النظام المروري - حسب علمي على الأقل - مُخالفات يمكن أن تُقيَّد بسبب سوء أخلاق قائد المركبة، أو فضوله، بل يكفي الالتزام بتعليمات وقواعد القيادة المرورية السليمة، مع الصمت تجاه سلوكيات خاطئة، كتطفل السائقين الآخرين بالنظر إلى داخل سيارتك، أو أنانيتهم في العبور، أو استغلال الفُرجات بينك وبين السيارات الأخرى مهما كانت (ضيِّقة) تبعاً لمزاجيتهم في القيادة..؟!
حُسن الخُلق، التعاون في الطريق، غضّ البصر، طريقة الجلوس خلف مقود السيارة، عدم الإزعاج باستخدام إضاءة المركبة، صوت المُسجل المُرتفع، كتابة عبارات مُستفزة، تعليق صور أو شعارات على مؤخرة السيارة، إركاب حيوانات خطرة لافتة للنظر، حَمْل أغراض غير مناسبة أو مظهرها مُزعج، التحايل المروري بتجاوز صفوف الطوابير الطويلة من أجل العبور، القيادة الهوجاء.. إلخ أخلاقيات سقطت - سهواً أو عمداً - من معادلة (الطريق)، دون معرفة هل هي مسؤولية المرور وأنظمته؟ أم هي نتاج تربية وتنشئة اجتماعية؟!
برأيي، إن المرور مُلزم بإيجاد حل لتحسين السلوك، ووقف (الفوضوية) فيما يخص النسق الأخلاقي في العلاقة بين المركبات والسائقين، على الأقل برفع شعار التحضُّر؛ فلا يكفي الالتزام (بالقواعد والأنظمة المرورية) المُعلنة، دون التحلي بأخلاقيات وآداب القيادة والذوق العام والمظهر اللائق، التي هي اليوم خاضعة لتقديرات خاصة، تختلف من رجل مرور إلى آخر؟!
نحن في حاجة لإقامة (ورش عمل) لتثقيف السائقين، وتعليمهم (إتيكيت القيادة)، وضرورة مراعاة الآداب العامة وأخلاقيات التعامل والتواصل المروري بين الأفراد والمركبات في الشارع.. ويمكن أن تكون إجبارية، وبرسوم في بعض الحالات، مثل (سائقي سيارات الأجرة، النقل العام، الشركات، عند استخراج رخصة قيادة).. إلخ؟!
مثل هذه الحلول ضرورية، ومن الأفضل أن يَعقدها متخصصون خارج إدارة المرور، وتنظمها بطلب منه شركات خاصة (كشرط) للحصول على رخصة القيادة أو تجديدها؛ لعلنا نصل إلى ما يُشبه الاتفاق حول (عقد مجتمعي)، يضبط أخلاقيات القيادة في شوارعنا، بعيداً عن تعليمات المرور المُقيَّدة أصلاً بنظام عالمي، يُفترض أنه (مُتحضِّر)..؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.