د.عبدالعزيز الجار الله
وأخيراً: مجلس جامعة الملك سعود يوافق على تغيير مسمى السنة التحضيرية إلى عمادة السنة الأولى المشتركة. والحقيقة أن جامعة الملك سعود ليست منفردة بهذا القرار لكنها المبادرة في تنفيذ القرار التي ألزمت به الجامعات السعودية، وهذا يعني توقف السنة التحضيرية بصورتها القديمة في كافة الجامعات الحكومية السعودية وحتى في الجامعات الأهلية، تهيئة لإلغائها بشكل نهائي.
جاء قرار إنشاء السنة التحضيرية بعد عام 2003م، وكان له ما يبرره لأن الجامعات السعودية كانت تعيش أزمة قبول خانقة ونقصاً شديداً في المقاعد الجامعية، ومخرجات التعليم العام كثيفة لا تستوعبها الجامعات مما اضطر المجتمع للدراسة في الجامعات العربية والأجنبية وبخاصة دول الجوار، وانتشرت ظاهرة الشهادات الوهمية والمزورة وتسابق البعض على شهادات الانتساب عبر دكاكين الجامعات الوهمية، وأصبح ترتيبنا في تصنيف الجامعات العالمية في ذيل القائمة، وتعرضت المملكة للنقد الشديد في إيقاف الابتعاث وقصره وفي نطاق ضيق على الجامعات، ونتيجة لهذه الظروف جاءت حزمة قرارات من القيادة لحل معضلات التعليم العالي وكان من أبرزها القبول في الجامعات واستيعاب الخريجين من الثانوية، حينها كانت الجامعات تعيش أزمة كليات ونقصاً في المباني والمنشآت المعمارية فجاءت قرارات الحل:
- فتح جامعات جديدة.
- بناء مدن جامعية لكل جامعة.
- إنشاء سنة تحضيرية في كل جامعة.
- إنشاء برنامج الابتعاث الخارجي.
- إنشاء برنامج الابتعاث الداخلي.
- الموافقة على فتح جامعات أهلية جديدة.
- تحسين كادر أعضاء هيئة التدريس بميزات مالية.
- إنشاء برنامج التعليم الموازي في الجامعات السعودية للحد من الشهادات الوهمية.
- التوسع في إنشاء كليات المجتمع للدبلومات وأصحاب النسب المنخفضة.
- وضع ضوابط صارمة للجامعات الأجنبية المعترف بها.
إذن جاءت السنة التحضيرية ضمن منظومة من المعالجات لأزمة القبول شكلت عامل التفويج المنظم لخريجي الجامعات وتوزيعهم على الكليات والجامعات، واليوم المشهد الأكاديمي والإداري اختلف عما كان عليه قبل 2003م، وبلغ عدد الجامعات الحكومية (28) جامعة، والأهلية (10) جامعات والعشرات من الكليات، وتجاوز الابتعاث الخارجي (150) ألف طالب وطالبة و(100) ألف من طلبة الابتعاث والمنح الداخلية، وبناء (30) مدينة جامعية.
لذا انتهت مهمة السنة التحضيرية بصورتها القديمة.