«الجزيرة» - عيسى الحكمي:
لم يكن مستغرباً أن يرحل الكرواتي زوران عن النصر في أي توقيت، فخيوط الأحداث كانت واضحة منذ خمسة أشهر، حيث ظهرت الخلافات للعلن بعد مباراة النصر والاتفاق ضمن الجولة الثانية من الدوري، عندما احتدت المشاكل بين قائد الفريق حسين عبد الغني ومدير إدارة الكرة بدر الحقباني لتنتهي القصة باستقالة الأخير ، وعندها توقعت الجزيرة في عددها الصادر بتاريخ 22-8-2016، أن بوادر المزيد من الاستقالات قادمة.
لم تهدأ العاصفة برحيل الحقباني، فعدم قناعة الكرواتي زوران بالأداء الفني للقائد النصراوي المخضرم، ظل يظهر من فترة لأخرى حتى جاءت عشية مباراة الباطن في الجولة العاشرة، عندها كانت المواجهة مباشرة بين المدرب والكابتن لكنها هذه المرة لم تنته بقرار المدرب استبعاد الكابتن ولا بإجازة الأخير المفتوحة، فجميع المحاولات كانت تنتهي بأن المكان لا يتسع للاثنين معاً.
توقع الكثير أن خيط الارتباط بين زوران والنصر أصبح هشاً، بدليل أن رحيله كان حديث الساعة قبل كل مباراة، لكن النتائج التي حققها المدرب والتناغم الذي عكسته العلاقة القوية بين زوران ولاعبيه، ومن خلفهم دعم المدرج، كان يشكل عائقاً لأي قرار حتى جاءت مباراة نصف نهائي كأس ولي العهد أمام الهلال، عندها استطاع زوران قلب الطاولة لمصلحته وأيقنت الجماهير صواب قرارات المدرب ، ليس هذا وحسب بل إن أحمد الفريدي بعد تلك المباراة وصف مدربه بالعبقري.
أيام السعادة بالفوز على الهلال لم تستمر طويلاً فبعده بأيام قليلة، وبينما بدأت إجازة التوقف جاءت القشة التي قصمت ظهر العلاقة، حين أعلن حساب النادي استقالة المهندس عبد الله العمراني من منصبه كنائب للرئيس، وهو ما أكده الأخير بعد دقائق من إذاعة النبأ، رغم أنه قبلها بأيام ضخ مليون ريال مكافآت التأهل لنهائي كأس ولي العهد.
خلال إجازة التوقف وبعد استقالة العمراني، أصدرت الإدارة النصراوية من طرفها بياناً ذكرت فيها أنها قررت تمديد عقد المدرب وستجلس معه للتباحث ، لكن الأمور لم تبد كذلك، فبعد العودة من الإجازة لم يحدث جديد، والقريب من الأحداث كان يتوقع حدوث شيء ما، وهو ما تحقق أخيراً عندما قرر المدرب الاستقالة والاتجاه نحو عرض العين الإماراتي، ليعيش تجربة جديدة بعدما قدم نفسه للملاعب الخليجية من بوابة النصر، الذي سيبدأ رحلة البحث عن طريق العودة مع مدرب جديد.