محمد بن علي الشهري
لا أدري إن كان من حُسن، أو سوء حظ مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم الجديد، أن تعترضه خلال الأيَّام الأولى من تسلمه المهمة، قضية (محبوكة)، ومزدوجة الأهداف، متعددة الأطراف، حافلة بالتجاوزات ولخروقات، هي قضية الحارس محمد العويس؟!.
فعلى الرغم من أن عملية انتقال هذا اللاعب أو ذاك من ناديه إلى ناد آخر، لم تعد تستدعي ممارسة أي نوع من القرصنة أو التحايل، أو فرد العضلات، بعد أن تم سنّ قانون الاحتراف الذي يكفل لجميع الأطراف، اللاعب، وناديه الأصلي، والنادي المُراد الانتقال له، حِفظ حقوقهم وفق ضوابط ولوائح ملزمة وواضحة، ألغت بالتالي العمل في الظلام، وجعلت من مسألة التعاقدات والتنقلات بين اللاعبين والأندية (جهاراً نهاراً) من الأمور المشروعة والمكفولة بالأنظمة دون الحاجة لأساليب اللّف والدوران من قِبل أي طرف؟!.
إلا أن هناك من أراد لقضية انتقال (العويس) من الشباب إلى الأهلي -كما يتضح- أن تسير على الشاكلة المريبة التي سارت عليها، وبذات السيناريوهات والشبهات والتجاوزات التي اكتنفت انتقال (الجبرين) للنصر، مع فارق أن مفاوضة العويس تمت أثناء انخراطه في معسكر المنتخب بحسب الأخبار، تلك السابقة التي حذّر عقلاء الوسط الرياضي من مغبة تمريرها هكذا خشية تكرارها، ومن ثم تكريسها كقاعدة تدخل ضمن قواعد خصوصياتنا المتعددة، جنباً إلى جنب مع خصوصية (حب الخشوم) وأخواتها ولكن لا حياة لمن تنادي.. فلو تم الأخذ -نظاماً- على أيدي الذين جعلوا من عملية انتقال الجبرين أشبه بعمليات (المافيا) بصرف النظر عن جهة انتقاله، لما تكررت اليوم، وقد تتكرر كثيراً مستقبلاً؟!!.
من المعلوم أن إرهاصات (العملية العويسية) والتوطئة لها، ولما قد يطرأ ويستجدّ من عمليات أخرى تحوم حولها الشبهات، قد بدأت منذ فترة، ممثلة بالحملة (الشعواء) التي شنّها وما يزال يشنها اللوبي الإعلامي (النصهلاوي) تجاه الرجل النزيه الدكتور (عبد الله البرقان) إن لم يكن بغرض إسقاطه أسوة بما حدث للنزيه الآخر (بدر السعيد)، فلا أقل من قمعه وإرهابه، وبالتالي إرباك قراراته حيال أية قضايا مستقبلية تتعلق بهذين اللونين تحديداً؟!!.
لهذا تساءلت في مستهل الموضوع إن كان من حُسن أو سوء حظ مجلس الاتحاد الجديد أن تعترضه قضية (ملغّمة) بحجم قضية العويس مع بداية عمله، ولاسيما أنها تنطوي على أكثر من بُعد، وأكثر من هدف على طريقة (عصفورين بحجر)، ذلك أن الواضح من أسلوب إدارة الصفقة، إنما يرمي إلى إحراج المجلس الجديد من خلال استعراض قوة النفوذ، وإظهار (العين الحمرا)، فإما النهوض بمسؤولياته المؤتمن عليها من قِبل الوسط الرياضي، رافضاً الوصاية وتلقّي التوجيهات والأوامر الخارجية، وذلك من خلال تطبيق الأنظمة والقوانين ولا شيء غير ذلك، وإما أن يرضخ وبذلك يكتب باكراً وثيقة كونه نسخة مكررة من سلفه، وليعلم الاتحاد الجديد أن وراء كل قضية من هذا النوع (حيّة رقطاء)، فإما أن يقضي عليها بالقانون، أو أنها ستقضي عليه بسمومها.