مها محمد الشريف
قال جيسون توفي، محلل شؤون الشرق الأوسط لدى كابيتال إيكونومكس ومقرها لندن، «إن الهبوط الحاد للتضخم يرجع لأسباب من بينها أن الشركات السعودية اضطرت لخفض أسعارها حتى تستطيع المنافسة في ظل ضعف الاقتصاد».
ونجاح المملكة العربية السعودية في تقليص العجز الضخم في موازنة البلاد دون عرقلة النمو الاقتصادي، إذ هبط معدل التضخم إلى أدنى مستوياته فيما يزيد على عشر سنوات. وذكرت الهيئة العامة للإحصاء، الاثنين، أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين هبط إلى 1.7 في المائة في ديسمبر من 2.3 في المائة في نوفمبر. وعلى أساس شهري كان التضخم سلبياً إذ انخفضت الأسعار 0.5 في المائة، وفق ما ذكرت وكالة رويترز ونشرته سكاي نيوز.
لذلك منطقياً يرجع الانخفاض في جزء كبير منه إلى هبوط أسعار الغذاء بنسبة 4.3 في المائة عن مستواها قبل عام. فيما أشار توفي إلى أن التضخم قد يواصل الانخفاض بوتيرة محدودة في أوائل العام، تستوجب الطرح والتفصيل للقارئ، وتقدم نظاماً اقتصادياً يغطي العجز، إلا أنه من المرجح أن يرتفع مجدداً فوق 4 في المائة بفعل ضريبة القيمة المضافة.
لا شك أن نجاح العجز جاء بسبب ترشيد الإنفاق وضبطه ورفع كفاءته أيضاً. أما بالنسبة لرفع الإيرادات من خلال تحسين أداء الاستثمارات وبداية رفع أسعار الطاقة فهو بدأ من العام الماضي. وكذلك انخفاض الإنفاق على المشاريع من خلال جدولتها وإعطاء الأولوية للأهم والأكثر عائد.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد من الترشيد، فالمجتمع يحمل قدراً كبيراً من مستويات الوعي، فكل المقومات الراهنة خلقت ظروفاً جديدة تتوافق مع العهد الاقتصادي الحديث. يستفاد منها في المستقبل ويبني نموذجاً جيداً من خلال ربط ما هو فردي بما هو جماعي.
لا تكف الذات الإنسانية عن التكيف مع كل المقتضيات المحيطة، والمؤثرة على مظاهر الحياة وسبل المعيشة، فالتفاعل يحث على المشاركة، ومن هذا المنطلق، اتخذت أغلب المجتمعات في جميع أنحاء العالم دوراً أساسياً في التفاعل والنتائج، بمعنى أنها تقوم بعملية التأثير والتأثر.
في هذا المقام وُضعت قواعد حددت السبل التي يمكن اتباعها، ويكون مجال الإنفاق وفقاً لخطط رسمت مسبقاً من الدولة، فالقصد، من منظور منهجية اختلاف الحياة الاقتصادية، جعلت الجميع يشترك في الخيارات والترتيب وتساعد في التحصيل المطلوب بشكل جماعي، مما يتيح مفهوم الفضاء المشترك، وكتب كيري براون، مختص السياسات الصينية والعلاقات الصينية البريطانية في كلية كينجز كوليدج في لندن، «إن بريطانيا الآن في موقف المتوسل، فهي تحتاج إلى المساعدة والرعاية». وقال براون «الحديث العفوي وغير المسؤول من جانب بعض القادة البريطانيين عن التوصل بسرعة إلى عقد اتفاقيات تجارة حرة مع الصينيين، بمجرد التحرر مع قيود الاتحاد الأوروبي، يظهر حالة انفصال عن الواقع ميؤوس منها. فالخروج من الاتحاد الأوروبي سيجعل بريطانيا الشريك الأضعف في العلاقة مع الصين ودولة ضعيفة تعتمد على الآخرين».
ويستفاد مما ذكره براون، أن العديد من التقلبات السياسية والاقتصادية وانهيار أسعار النفط في العالم، دفعت بالناس إلى إعادة النظر والتأقلم على المستجدات رغم الخلل الكبير الذي يواجههم، وإعادة برمجة الظروف والسيطرة على الفعل وردة الفعل.
ومن جهة أخرى تصدرت المملكة عناوين الصحف والمجلات الاقتصادية، حيث استبشر المواطن خيراً وجمع بين الدراسة والتنفيذ التي توافق العمل الدؤوب من أجل القفز فوق العوائق، وهبوط معدل التضخم في المملكة إلى أدنى مستوياته فيما يزيد على عشر سنوات، و بما يتناسب مع الاحتياجات والمتطلبات الإنسانية كحل المشكلات التي تتعلق بالجانب الإنساني وتحقق الرفاهية للمواطن. فمن خلال تأثيرات الأحداث، والجهود التي تبذلها لتقليص العجز الضخم في موازنة الدولة دون عرقلة النمو الاقتصادي. تصدر النبأ السار نتائج تلك الجهود.