د. عبد الله المعيلي
ما زال الطلاب الذين درسوا في المرحلة الابتدائية عام 1390 يتذكرون أحد موضوعات كتاب «تسهيل الهجاء» بعنوان «بلادي»:
بلادي بلادي
ما أحلاها
بلادي بلادي
أنا أهواها
أنا أحميها
أنا أفديها..
كلمات بسيطة في مبناها، عميقة في دلالاتها، عميقة في معناها، وصادقة في مشاعرها.. إنها بمنزلة غرس لمبادئ الولاء والانتماء لهذا الوطن الغالي (المملكة العربية السعودية)، كيف لا والكل ينعم بخيره وخيراته وأمنه وأمانه..
في كل الأوطان ثروات، وفيه من الخيرات وجمال الطبيعة ما لا يخطر على بال، لكن العبرة ليست في هذا كله؛ فأي وطن يفتقر للأمن والأمان، يفتقر للاستقرار.. أي وطن لا يستطيع الإنسان أن يعبد الله فيه كما شرع الله وأمر.. ليس وطنًا يجد الإنسان فيه نفسه، يجد فيه راحته وسعادته؛ فيستحق منه الولاء والانتماء.
المملكة العربية السعودية حباها الله بميزات قلَّ أن تجدها في غيرها؛ فقد اجتمع فيها خيرا الدنيا والآخرة. وهذا غاية المسلم ومبتغاه. كثيرون أولئك الذين يعبّرون عن مشاعر الغبطة عندما يرون ما ينعم به أبناء المملكة وأهلها، في حين يفتقرون إلى أبسط صورها.
عندما يتبيّن لك هذا، وتدرك فضله وقيمته، يتملكك العجب مما يرغب فيه دعاة جهنم وحميرها، والذين سلطوهم من بعض المرضى النفسيين من أبناء المملكة؛ فمهما كانت مسوغات الخارجين على هذا الوطن الطاهر من بعض أبنائه فمسوغاتهم باطلة مرفوضة من كل عقلاء المملكة شبابًا وشيبًا، رجالاً ونساءً.. ويقولون لهؤلاء البغاة المارقين من الدين: «والله ثم والله ما حركتم شعرة من شعرات أجسادنا، وستبقى مشاعرنا معلقة بهذا الوطن الذي اختاره الله ليكون وطن أمن وأمان، تُجبى له خيرات الدنيا من كل مكان استجابة لدعاء أبي الأنبياء إبراهيم الخليل؛ إذ قال: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} (35) سورة إبراهيم، وفي سورة البقرة الآية 126 {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ...}.
وتحققت دعوة إبراهيم؛ لذا على دعاة جهنم أن يدركوا أن سعيهم إلى بوار، وأن كل ما ينفقونه من مال وجهد مدحور مهزوم على أيدٍ طاهرة مؤمنة، أيدي رجال الأمن البواسل، وأنهم مؤيدون بملك حازم عازم على التصدي لكم، ووزير داخلية فطن موفَّق، حقق نجاحات متتالية في دحركم ورد كيدكم، ومعه شعب يلهج بالدعاء له ولرجال الأمن البواسل.
فعلى رسلكم، ووفِّروا جهود بغيكم وعدوانكم، وليعلم الخوارج من بعض أبناء المملكة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نبأنا بأخباركم، وأن تدينكم ومظاهره الكاذبة باطلة، وأن محاربتكم وقتلكم حلال، يؤجر كل من قام به وشارك فيه.
استيقظوا من أحلامكم السرابية، واعلموا أنكم شوهتم الدين، وجعلتم ذويكم يتكبدون حسراتكم وخزيكم. وجِّهوا سهامكم وبنادقكم لأعداء الدين، الذين أفسدوا عقولكم، وجعلوكم تسلكون الطريق الخطأ، طريقًا نهايته جهنم وبئس المصير.
هل تسمعون؟ هل تعقلون؟ هل تعودون عن بغيكم، وتغلِّبون العقل؟.. اعتبروا بمن سبقكم، وإلا ستنتهون كما انتهوا جيفًا عفنة، يُدعى عليكم بالويل والثبور صباح مساء.