يبذل معالي وزير الصحة جهوداً جبارة في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في القطاع الصحي.. فمنذ اليوم الأول كانت جولته في أروقة الوزارة مختلفة جداً.. ولا أحد ينكر أن هذا الوزير الشاب يملك فكراً وعقلاً ونشاطاً تطويرياً مختلفاً جداً.. جعل وزارته السابقة (التجارة) تتبوأ مقاعد التميز في شتى نشاطاتها.. وهذا لا يعني جزماً أنه سيحقق نفس النجاحات في وزارته الحالية (الصحة).. ولكنه مؤشر قوي لتغيير قادم جديد في طريقة إدارة وتقييم الخدمات الصحية.. فقد وجّه معالي الوزير من اليوم الأول بالاستفادة من التقنية الحديثة وإيقاف التعاملات الورقية وهذه الخطوة تحدٍّ قوي أمام تراكمات السنين الورقية!! واستكمال لعملية التغيير الإيجابي وجه معاليه القيادات الصحية في المناطق بأن يؤدوا 60 في المائة من عملهم في الزيارات الميدانية غير المجدولة، وفي أوقات مختلفة للوقوف على واقع الخدمات المقدمة، وتمنيت لو تضمن التوجيه أن يكون هناك قرارات إلزامية بعد كل زيارة سواء كانت قرارات تأديبية أو تطويرية حتى يكون لتلك الزيارات أثر ملموس، فالمجتمع ليس بحاجة لزيارة المسؤولين التي لا يعقبها سوى الصور التذكارية..!! ومن التوجهات الحديثة لمعالي الوزير تفعيل ما يسمى بـ(المتسوق السري) وهو بالمعنى العام (العميل السري) وهو قياس جودة خدمة العملاء داخل المؤسسات من وجهة نظر وتجربة العميل..! وقد أعلنت الوزارة -مؤخراً- وظائف بالتكليف لمنسوبيها للعمل في هذا المجال.. وسيتولى (المتسوق السري) زيارة المنشآت الصحية بصفته مراجع ويقيم مستوى الخدمات من خلال ما تم تقديمه له من إجراءات وما يشاهده أثناء تواجده بالمنشأة ويرفع التقارير لمقام الوزارة ما بين 24 و48 ساعة.. ومن وجهة نظري أنه عمل جديد ومميز وسوف يساهم كثيراً في كشف المستور..!! على أن تحرص الجهة المعنية في الوزارة باختيار الكفاءات التي تساهم في إنجاح البرنامج وأن يكون (المتسوق السري) في كل منطقة من خارج المنطقة!! ولدية القدرة والرغبة في العمل..!! ويجب أن يدرك المسئولين بالوزارة أن السبب الرئيسي في حاجتنا لـ(المتسوق السري) ومعظم المشكلات في القطاع الصحي تتمثل في (تهميش وتطفيش) الكفاءات وتولي الأمور غير أهلها!! فالوزارة تفتقر وجود برامج أو معايير محددة لتكليف القيادات في جميع المستويات الإدارية..!! وأعتقد لو تمكنا من تكليف 20 في المائة من الكفاءات في المواقع المناسبة لقضينا على 80 في الائة من مشكلاتنا.. أتمنى من معالي وزير الصحة أن يتبنى فكرة وضع آليات لاختيار وتأهيل القادة.