سعد الدوسري
يستخدم المختصون بتطوير الذات أو بتطوير الكفاءات الإدارية، سؤالاً شهيراً يكتشفون من خلال الإجابة عليه، مدى الكفاءة الذهنية والأخلاقية لدى المتدرب، ومدى قدراته في التفكير خارج الصندوق. هذا السؤال هو:
- أنت تقود سيارتك في ليلة شتائية عاصفة، حين صادفت في محطة انتظار الحافلات، ثلاثة أشخاص؛ سيدة عجوز تبدو أنها على وشك الموت، صديق قديم كان قد أنقذ حياتك، وشابة تحمل مواصفات فتاة أحلامك.
وقبل أن يجيب المتدرب، ينبهونه أنه أمام سؤال يكشف خفايا شخصيته، فيحاول أن يبدو رحيماً باختياره السيدة العجوز، أو وفياً باختياره الصديق الذي أنقذ حياته، أو عملياً باختياره فتاة أحلامه. وفي كل اختيار، يجيد ثغرة ما قد تؤخذ ضده. وفي نهاية اليوم، يخبرهم المدرب، أن واحداً فقط، هو من أجاب الإجابة المثالية. وهي ببساطة، أن تعطي مفتاح سيارتك لصديقك المنقذ، وتطلب منه أن يأخذ السيدة العجوز لأقرب مستشفى، وتبقى أنت مع فتاة أحلامك، في انتظار الحافلة.
حاول أحد المدربين في أحد مدن المملكة أن يعرف اتجاهات الشباب الذين التحقوا بدورته، فسألهم نفس السؤال، وكانت إجابة أحد المتدربين:
- سوف أختار صديقي الذي أنقذ حياتي.
- هل هذا القرار نابع من ميولك الوفية؟!
- لا.
- لماذا إذاً؟!
- لأنه ما يجوز أركّب معي حرمة من غير محرم.
فكروا في هذه الإجابة ملياً. فكروا فيها من خارج الصندوق.