«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
كل يوم تجرى في مختلف مستشفيات العالم ملايين العمليات، وفي العادة يشعر البعض منهم بالقلق عند البدء في عملية التخدير ويبدأ مفعوله وكيف سيشعر لحظاتها وهل يهذي، ويهلوس ويتحدث؟! والمعروف علميا وطبيا أن المواد المخدرة تتكون من عقاقير تخفف على المريض الألم ويفقد وعيه ولا يشعر أبدا بما يقوم به أطباء الجراحة وطاقم العملية؟! وفي الماضي قبل اكتشاف المواد المخدرة كان المريض يخضع للعملية متحملا آلامها والإحساس القوي لما يجرى في جسده وكنا نشاهد في اللوحات الزيتية التي صورت العمليات أو حتى بعض الأفلام التي جسدت دراما مايقوم به الجراح القديم، عمل وكيف يمسك معاونوه المريض أثناء العملية مع جعله يعض بفمه عصا ويضغط عليها خلال العملية؟! أو يجعلونه يشرب جرعة كبيرة من المشروب..؟! ومنذ اكتشاف مادة الأثير واستخدامها في عمليات التخدير وعلماء الطب والصيدلة يطورون إنتاج المواد الطبية المخدرة.. ولسنا هنا في هذه «الإطلالة « نتحدث عن التخدير ومواده فسوف يكون لذلك إطلالة أخرى بمشيئة الله لكننا اليوم سوف نتحدث عن حكايات طريفة حدثت لبعض المرضى خلال الإفاقة من البنج؟! فهناك من يتحدث عن وجود زوجة ثانية ويذكر بالأسماء أولاده منها.. وكثير من الأطباء وحتى مساعدو العمليات والممرضات يستمعون بعض المرضى لأحاديثهم المشبعة بالهلوسة عن أمور حدثت لهم ومواقف لا يمكن الإشارة إليها. لذلك فالأطباء وغيرهم من العاملين في مجال العمليات ومرافقة المرضى عند الإفاقة مؤتمنين على أسرار مرضاهم. وما أكثر الأسرار؟! وحاولت خلال عملي في الصحة أن أقنع أحد أطباء التخدير أن يتحدث لي عن المواقف الطريفة التي عاشها خلال متابعته لحالات إفاقة مرضاه وهل كانت هناك حالات مثيرة للاهتمام. فرفض أن يكشف لي عنها إلا أنه أكد أن بعض المرضى وهذا خارج عن إرادتهم يتحدثون عن أشياء حميمة ربما يخجل أن يذكرها وهو في كامل وعيه.. وتعتبر غرفة الإفاقة (الإنعاش) حيث يحدث فيها الكثير من المواقف وتكون موقعا وسجلا حافلا بالأسرار بل وتتسبب في حدوث العديد من المشاكل وأذكر أنني منعت أن أدخل هذه الغرفة لأطمئن على زميل في العمل أجريت له عملية. الزملاء رفضوا دخولي لأسباب واهية فاكتشفت أن زميلي المريض كان في حالة مصارحة مع نفسه ومع من حوله من فنيي التخدير والممرضين..؟! وكم حدثت داخل غرف الإنعاش من اعترافات لم تخطر على بال صاحبها أن يذكرها ولو أعطي مال قارون كما يقاللكنه الآن مسلوب الإرادة من خلال تأثير «البنج « هذه المواد المؤثرة.. ومن الأشياء التي تسجل في هذا الجانب أن أحد المسؤولين الكبار في دولة عربية احتاج أن يجري عملية، وكانت العملية تتطلب تخديرا كاملا. لكنه أصر أن يجريها في دولة خارج وطنه، رغم بساطة العملية وأنها لاتتطلب السفر للخارج خصوصا وبلاده تمتاز بوجود أطباء فيها على قدر كبير من الكفاءة.. لكن خوفه من ما سوف يحدث بعد الإفاقة من البنج وربما فتح الجراب، وما أكثر ما في الجراب، يا حاوي من أسرار.؟!