الليل حطَّمَ -غاضباً- أقداحي
لمَّا رأى نوري يباينُ راحي
حسبي خُطى الآمالِ تعبرُ بالحجى
وعلاجُ نزْفي في يديْ مصباحي
فالمُغرياتُ بيَأْسِها من همَّتي
شُلَّتْ قوىً والعزُّ شدَّ صلاحي
لا الَّلاهثون وراءَ كلِّ غوايةٍ
جذبوا هوايَ ولا هجرتُ سلاحي
هدَمتْ فؤوسُ الظلم سلَّمَ أسفلٍ
فصنعتُ مصْعدَ عزَّةٍ وسماحِ
وأجلتُ في الكون الفسيح تأمُّلي
ووهبتُ أفكاراً سمتْ مفتاحي
فيحاءُ نبْضي بالنقاء مليةٌ
ثمراً ونسْماً مُنْعِشَ الأرواح
لم يسأمِ الأفذاذُ من حسِّي ولمْ
ألهثْ لأكْسبَ – منه- ودَّ سُجاح
كالشمسِ آفاقي ظهوراً إنَّما
نحو النَّجاةِ تسير بي ألواحي
يتطاولُ التَّأريخُ خلفي مُرشدا
عزمَ الأمام فيستحثُّ فلاحي
قدراً قرأتُ الكون يُحني قامةً
حبّاً ويرجو بالضِّياءِ صباحي
تتقلَّبُ الدُّنيا بشأوِ عزائمي
فلكمْ سموتُ وكم فقدتُ نجاحي
صفحاتُ أوجي لم تزلْ ومراكبي
لمّا تزلْ ترنو إلى الملَّاح
تتلفَّتُ الآمالُ لم تشهدْ سوى
نبضِ الحياةِ لبُرْءِ كلِّ جراح
مِن هاهنا انطلق الفلاحُ مجاذباً
إنساً وجِنَّاً أذعنتْ ونواحي
ما زالت الآفاقُ تذكرُ قدرتي
وإذا تشكَّتْ راجعتْ أرباحي
لِمَ سعيُ بعضُ الأرض أصبح منكراً
ذاك الهناءِ مهاجماً أفراحي؟
أسدي حياة النَّاكثين مؤلِّفاً
فأرى من التَّأليفِ وجْهَ وقاح
ليَ آخرٌ سيرى المجاهرُ عنوةً
بعداوتي أنَّ الكفاح كفاحي
والبغيُ مهما كان يلق نهايةً
تُخزي تغيِّرٌ أنْسْهُ لِنُواح
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور 29-3-1438هـ
dammasmm@gmail.com