كلنا تابعنا قضية التشهير بمعلمة في برنامج الثامنة بعد تصويرها لطالباتها محتفلات بنجاحهن, وهن رافعات الشهادات والهدايا أمامهن إلا طالبة واحدة بهدية دون شهادة, تحدق في زميلاتها بحزن.
ونحن وإن كنا نلوم المعلمة لأنها صورت، وظهرت صورة الطالبة – دون تعمد منها- في المقطع وهي بهدية ( مراعاة لها) بلاشهادة( لأنها لم تجتز) إلا أن الصورة ستبقى للتاريخ، مما سيتسبب للطفلة بأذى نفسي، وسيحرج أهلها الذين ربما عيروا بها بعد ذلك.
لم نكن لنعلم أن نوف لم تجتز لو لم يُصعّد الموضوع إلى الحد الذي وصل إليه, فالآن كلّ العالم بالصوت والصورة عرف أن نوف لم تجتز, من يهتم لأمر الطفلة, ومن لاتعنيه.
وحديثي هنا ليس عن التصوير فله قانون خاص تعرفه الوزارة.
حديثي عن كرامات المعلمين المهدرة كما سمعنا في مقطع الطفلة, وهي تتحدث عن معلمتها وتدعو عليها, وفي جسارتها في اللقاء في برنامج الثامنة وكأنها لا تتحدث عن معلمة تنتمي لمهنة شريفة كنا نردد عن ذكرها:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
وفوق هذا يحتفل الشريان بالطفلة لرد اعتبارها, وهذا إنسانيا جيد لكنه تربويا سيء جدا؛ إذ سيخرج لنا جيلا إذا جرحته المدرسة في إهماله داواه الشريان في الثامنة.
قديما كان التطاول على المعلمين والمعلمات في المدارس الخاصة فقط, والسبب معروف طبعًا, والآن انتقل الداء ذاته إلى المدارس الحكومية وكأن المعلمين رهن إشارة أولياء الأمور، فأمهات يتدخلن في أعمال المعلمات، وأمهات يملين على المعلمات مايجب عليهن فعله، وآباء يتعاملون مع المعلمين بفوقية وتهديد, وطلاب يمدون أيديهم دون استحضار» من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا فليس منا»
والنتيجة جيل هش ومعلمون مجاملون يُنجّحون الطالب الذي لا يستحق حتى يسلموا من مساءلة الوزارة التي ألغت معظم صلاحيات الأستاذ.
يجب أن تسن الوزارة قوانين لحفظ كرامة منسوبيها، ومعاقبة كل من يشهر بهم وإلا سيأتي علينا يوم لن نجد من يعلم طلابنا القيم.
لابد من المقاضاة , ورد اعتبار المعلمة التي زج باسمها في مواقع التواصل حتى تعود للتعليم هيبته .
كمايجب ألا تربط المعلم أي علاقة عبر (الواتساب) بأولياء الأمور وألا يقابل ولي الأمر المعلم إلا بعد مروره بالإدارة ومعرفة السبب في زيارته.
أما أن تجبر المعلمات والمعلمين على وضع (واتساب) خاص بأولياء الأمور من قبل بعض المدارس, فهذا هو الترف بعينه, فأي طاقة سيستعيدها هؤلاء والتدخل في عملهم ممتد طوال ساعات اليوم.
هؤلاء الذين نقلق راحتهم خارج الدوام لهم حياتهم الخاصة فإما أن تدفع الوزارة خارج دوام للمعلمين والمعلمات الذين يجبرون على الدخول في مجموعات الواتساب أو أن تنتهي علاقة المعلم بالمدرسة كما كان النظام سابقا بنهاية عمله .
نحن بحاجة إلى جيل يحمل الوطن على كتفه, لاجيل يربت على كتفه الوطن كلما أساء.
- د. زكية بنت محمد العتيبي
zakyah11@gmail.com