الثقافية - محمد هليل الرويلي:
أوضح المهتم بالشؤون الإيرانية إبراهيم آل علوان أنّ الأحواز إمارة عربية منذ نشأة فجر الإسلام الأول مؤكدًا دخولها في الإسلام بعد هزيمة الفرس في معركة القادسية على يد القائد الفذ سعد بن أبي وقاص في 13 شعبان سنة 15 هـ - 636م ثم أُلحقت الأحواز بولاية البصرة وظلت كذلك حتى سنة132هـ ثم استقلت في العهد العباسي ثم نشأت في الأحواز عدة إمارات كان أقواها إمارة بني أسد واتخذوا من مدينة الأحواز عاصمة لهم.
وقد لعب «البويهيون» دورا رئيسا في إضعاف هذه الإمارة مما أدى لسقوطها وظهور إمارات أخرى متتالية واستمر الوضع على ذلك حتى سقوط الدولة العباسية عام 656 هـ على يد المغول واستمر الأحوازيون في الجهاد والمدافعة حتى تغلبوا على الدولة المغولية إبان ضعفها وأنشأوا إمارة بقيادة محمد بن فلاح سنة 844 هـ عرفت بإمارة المشعشعين العربية ولم يكن للفرس أي هيمنة سياسية عليها. لكن الأقدار كانت تخبئ لهذا القطر ما لم يكن في الحسبان إذ أنشأ إسماعيل الصفوي عام 1501م الدولة الصفوية فاحتل الأحواز وأخضعها للفرس وأطلق عليها «عرب استان» أي بلاد العرب وهذا اعتراف ضمني بعروبة الأحواز.
وتطرق آل علوان لدور السعودية في دعم ومساندة القضية الأحوازية منذ عهد الملك عبدالعزيز حيث أشار أن الملك عبد العزيز هو الشخصية الأبرز والأقوى والأكثر تأثيرا في الحدث التاريخي في شبه الجزيرة العربية مؤكدًا أن من أبرز الأقاليم والكيانات السياسية التي أولاها الملك عبد العزيز هي إمارة المحمرة الأحوازية إذ كان على علاقة وطيدة مع الشيخ خزعل الكعبي حاكم الأحواز في المحمرة وكان كلا الزعيمين بارعين في الحرص على ترابط الأقاليم العربية وترابطهما وكانت تربط بينهما أخوة صادقة وولاء (وقد ذكر الطريفي أنه تحصل على وثائق موقعة من عرب أحواز يناشدون الملك عبد العزيز مساعدتهم للحصول على عيشة كريمة في بلادهم ترفع عنهم الظلم والاضطهاد الفارسي) وقد تمثل في موقف المملكة العربية السعودية التي بادرت بقطع علاقاتها مع بلاد فارس احتجاجا على غزو الأحواز وأسر الأمير خزعل.
«الثقافية» تقدم لقرائها مادة خاصة يشارك فيها عدد من المفكرين والباحثين والشعراء والإعلاميين الأحواز ومسيرة صمود وثبات في وجه المستبد المعربد برغم ما عانوه من القمع والتنكيل والمتمثل بتعليق المشانق والسجن والتجويع والتهجير إلا أن الأحوازيين رغم محاولات تمزيق الهوية وتغيير «التركيبة الديمغرافية» يصرون على التشبث «بلغتهم الأم « اللغة العربية, مثبتين للعالم أصالتهم التاريخية فمضت تسعون سنة وهم متمسكون «بكوفيتهم وعقالهم» رمزية لعناد العربي الأبي.