علي الخزيم
ميسو اسم لألطف قط عرفته، رائع بكل تكويناته جسماً ولوناً ووداعة وذكاءً، يملك حساً مرهفاً يفوق -بنظري- كثيراً من جنسه، لما يملكه من مهارات حسية ورشاقة جسمانية، وشهية بتذوق ما لا تأكله القطط بطبيعتها -فليس من جوع- يأكل بعض الورقيات والفواكه، يُسْعِد من يشاهده مَرَحَاً واستعراضاً جَذِلاً وكأنه يتعمد إدخال السعادة على القلوب فاكتسب المحبة والحضور الاجتماعي، وبذلك فهو بمكانة تفوق القط الإنجليزي (لاري) الذي يكتسب شهرته كونه كبير صائدي الفئران في (10داونينغ ستريت)، ثم إن هذه الوظيفة تُعَدّ اعترافاً ضمنياً من الإنجليز بأن أشهر مباني وقصور لندن لا تخلو من القوارض، بينما قطنا يأكل السلطات والبوظة، فالمثل يقول: كل برغوث على قَدْ دمّه، مقولة تناسب شخوص الموضوع، ولست العربي الوحيد الذي يتحدث عن القطط فهذه صحيفة خليجية تُبَشّر العرب بعودة ظهور قطهم الرملي نسبة إلى جحوره الرملية حيث يختبئ بصحراء الإمارات؛ وتتحدث عن مميزاته وصفاته بالتفصيل، لكن النيوزيلنديون يُفَكّرون بالتعاون مع شركات متخصصة لمحاربة القوارض المتزايدة ولو بالتعديل الوراثي، فلم تكن قططهم على المستوى المطلوب (قططياً) كالهر العربي القناص رغم ندرته، وأفكار التعديل الوراثي قد تَعَدَّت الحيوان إلى الحشرات فهذه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تُجري تجربة ميدانية لاختبار بعوض مُعَدّل وراثياً أنتجته شركة إنتريكسون لمكافحة فيروس (زيكا) يُقَلّل البعوض ولا يؤثر على البيئة، والبعوضة كمثال علمي خارق ورد بالقرآن العظيم وأعجز العلماء، وهو ما قادهم للاحتذاء به فطفقوا يُجْرون أبحاثهم على حشرات كذبابة الفاكهة التي تشاهدونها حول الموز بالمنزل بعد جلبه وتركه لأيام للاستهلاك، فقد كانت سبباً لنيل علماء لجائزة نوبل، كونها تقف وراء بعض أعظم الاكتشافات العلمية الحديثة وفضلها بتطور أبحاث الصبغيات (كروموسوم) والمُوَرِثات (جِين)، هذه الأبحاث دفعت باحثاً بريطانياً للابتعاد كثيراً بتفكيره بإجراء تجارب تقنية لترجمة نهيق الحمير وتحويله لِجُمَلٍ وعبارات مفهومة، وذلك لشدة ولَعِه بهذا الحيوان المُسْتأنَس، ويؤكد (مارك إنيسون) صاحب مشروع (ريل دونكيز) لدراسة طباع الحيوانات منذ أكثر من 20 عاماً إنها كائنات مُفْعَمة بالمشاعر.
الاقتراب من ذبابة الفاكهة والبعوض والقطط مأمون إذا ما قورن بمغامرات متهورين كالنيبالي الذي دفع حياته ثمنًا لـ(سيلفي الفيل) بهاتفه المحمول مع فيل بَرّي هاجمه وقتله، ويبدو أن للفيل مُحِبِّيه لدرجة أن بلدية مدينة خليجية قد نفت مؤخراً ما يُشاع بأن محلاً مشهوراً للقهوة يمزجها بروث الفيلة كعادة مستحدثة ببلاد الأفيال تزيدها نكهة، لكن ربما ليس بالخليج، وخطورة الفيل لا تقل عن صاحبه الثور ففي بلاد أوروبية يمارس أهلها مصارعة الثيران؛ هناك عُرْف يقضي بإعدام الثور قاتل المُصارع أمام المشاهدين، وتفرض التقاليد على صاحب المزرعة التي جاء منها الثور أن يُضَحّي به وبعائلته وخاصة أمه.
قد تعد هذه من الغرائب عندهم، غير أنهم يتصفَّحون صحفنا ويرون الغرائب عندنا؛ كخبر إغلاق بلدية بمحافظة جنوبية مطعماً شهيراً تُقَدّم عمالته لحوم الضِّباع، فمن يقنعهم بأنه عبث العمالة الوافدة؟!