موضي الزهراني
في الأسبوع الماضي أفتتح وزير التعليم الدكتور «أحمد العيسى» منتدى الإعلام صديق للطفولة» وبجهود مميزة من اللجنة الوطنية للطفولة يشكرون عليها، وعلى مدار ثلاثة أيام ناقش المشاركون في المنتدى خلال جلسات متنوعة المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي قضايا حقوق الطفل،منها كيفية تناول الإعلام لقضايا حقوق الطفل، ومدى ارتباط الاتفاقيات والمواثيق المعنية بحقوق الطفل بالإعلام، إلى جانب مناقشة التشريعات القانونية الإعلامية لقضايا الطفل، وحق الطفل في التعبير الإعلامي، وكيف يرى الأطفال حقوقهم في الإعلام وماذا قدم لهم؟ وماذا يريد الطفل من الإعلام الجديد؟ ومن الجلسات أيضاً المهمة ماتناولته جلسة تمكين الأطفال وعرض مبادرات وتجارب واقعية خاصة فيما يتعلق بمراكز حماية الأطفال ومساندتهم من خلال مراكز الحماية والمساندة التي تنقذهم وقت الأزمات والطوارئ والاعتداءات عليهم من أقرب الناس لهم ! إلى جانب تلك التجارب الناجحة في رفع المستوى الثقافي للأسرة وللطفل كمثل «مكتبة الطفل في مكتبة الملك عبدالعزيز، ومشروع برلمان الأطفال في جريدة الحياة، وقناة أجيال التربوية» وماتم عرضه عن مبادرة سفراء إعلام الطفولة يعتبر بحد ذاته تمكيناً للإعلاميين والأطفال ذوي الميول الإعلامية المميزة لدورهم الهام في إحياء قضايا حقوق الطفل وعرضها بما يخدمها بأسلوب مهني دقيق! وهذا بلاشك لن يتحقق إلا من خلال «تأهيل الإعلاميين للتعامل مع قضايا حقوق الطفل» على أن يكونوا في النهاية متقنين وملتزمين بأصول الكتابة بأنواعها وخاصة فيما يتعلق بالطفولة وقضاياها المختلفة! وهذا ما أتمناه من مخرجات هذا المنتدى الهام خاصة أن قضايا الطفل في الآونة الأخيرة أصبحت مادة تسويقية سهلة التناول والإثارة في الإعلام الجديد بالذات، مما يعرضه للإساءة النفسية التي قد تتمكن منه بسبب الإعلام بمختلف وسائله! فالإعلام رسالته سلاح ذو حدين، ولكن متى يغلب السلاح الهادم على المُنقذ والمُطالب بالحقوق؟ يكون ذلك عندما يفتقد الإعلامي لأخلاقيات العمل الإعلامي المهني لقضايا الأطفال، والتي تنص على أهمية احترام كرامة الأطفال، وتحري المصداقية والدقة عند تناول خصوصياتهم، والتوقف عن نشر أي أخبار أو قصص قد تسيء له ولأسرته ولمستقبله، وعدم استغلال مايتعرض له من مواقف أسرية أو تربوية للنشر السريع بدون علمه أو موافقته! فالأهم في المجال الإعلامي المرتبط بقضايا الطفولة أن لايستغالإعلاميين الذين يبحثون عن السبق الصحفي قضايا الأطفال الأسرية وتداولها بسهولة بالصورة والاسم والحدث ظناً منهم في مناصرتهم،لأنها للأسف الشديد قد تكون في مرحلة لاحقة وصمة سلبية لايمكن نسيانها في مراهقتهم ومرحلة شبابهم!