د. ناهد باشطح
فاصلة:
(تغيير السرير لا يشفي الحمّى)
- حكمة إنجليزية -
أثارت تصريحات وزير التعليم حول رأيه في مهنية الإعلاميين حفيظة البعض وتبارى في الرد عليه، إذا كان الوزير انتقد «الإعلاميين غير المحترفين»، الذين تتسم أخبارهم بالتسرع وعدم المصداقية وحب الإثارة! كما نشرت جريدة عكاظ في عددها الصادر يوم الأربعاء 25 يناير 2017 فلست أرى إلا أن الوزير قد أصاب تشخيص واقع المهنة مع تحفظي على أن يناقش مهنية الإعلام غير المتخصص فيه أو العامل الخبير بأسراره وتحدياته.
السؤال المهم برأيي هل نحن كإعلاميين راضون عن واقع الإعلام ونتاج الصحفيين بشكل عام؟ هل لدينا هيئة مستقلة يثق فيها الصحافيون؟ هل لدينا ميثاق شرف أو نظام لاخلاقيات المهنة يلتزم به الصحافي؟ هل كل الذين يعملون في الصحافة هم حاصلون على مستوى تعليمي مناسب وتدريب متخصص؟.
إذا كانت إجابة هذه الأسئلة بالنفي فلماذا اعتبرنا كلام الدكتور أحمد العيسى هجوماً؟.
لست في مقام الدفاع عن الوزير فأنا لم أسمع ما قاله بل قرأت خبراً ولأني متخصصة في تحليل الأخبار أدرك أن الخبر لا ينقل الحقيقة إنما يشكلها وفق ثقافة وقيم الصحفي وأجندة غرف الأخبار في الصحيفة.
والوصول إلى تحقيق المصداقية في المحتوى الإعلامي حلم يراود الصحافيين المحترفين ومن الصعب قياسه علمياً.
صحافتنا ليست بخير، ليس منذ الآن بل منذ سنوات لكن عيوبها اتضحت حين دخل الإعلام الجديد بقوة وكشف عن ضعفها إذا لم تستطع أن تتصالح معه رغم اعتمادها عليه.
كما أن صحافة المواطن أعطت الفرصة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لأي شخص أن ينشر خبراً ويعززه بالصور دون الاهتمام بالمصداقية وهو واقع خطير يساهم في تكميم الافواه التي تصرخ بالحقيقة.
لكن هذا لا يسمح للمجتمع بتأنيب الصحافة أو الاستهانة بها أو تهديدها بل على المجتمع أن يحاول مساعدتها إذا ما كان هناك توجه إيجابي من وزارة الإعلام وهيئة الصحافيين السعوديين إلى تنظيم المهنة وبث فيها روح العدالة من جديد.