خالد الربيعان
لو معك 200 ألف ريال فما فوق وتريد أن تسألني أريد الاستثمار فيهم الأسبوع الماضي، كنت أجبتك : افتح محلاً ! وبعدما قرأت عن « اليوجا « وصعودها في السوق التجاري، سأغير إجابتي هذا الأسبوع وأقول لك قم باستئجار مكان واسع ، فقط ، واستقدم مدرب يوجا من آسيا !! قابلني بعد سنة ستكون قد حصلت على لقب مليونير !
اليوجا أصبحت رابع صناعة - وليس رياضة - نمواً على مستوى العالم في آخر 5 سنين أعزائي !! يطلق عليها الآن « صناعة المليار دولار» وهي حجم التعاملات المالية الناتجة عنه !
هذا الفن الطبي التأملي الذي نشأ في الهند من خمسة آلاف سنة، صعد بسرعة صاروخية ! في الولايات المتحدة الناس تنفق 10 مليارات و 300 مليون دولار ( سنوياً ) في اليوجا ! التي أصبحت في النوادي الترفيهية والعيادات الطبية والنوادي الصحية ، حتى تم إنشاء مدارس خاصة بها ، وأصبحت مبيعات اليوجا من ملابس والأبسطة التي تفرش على الأرض Mats ، والكتب ، و الأقراص المدمجة DVDS: تمثل المركز الأول في المبيعات على متجر أمازون !!
الحكمة الصينية تقول افتتاح متجر أمر سهل ولكن أن يبقى مفتوحاً : هذا هو الفن ! اليوجا من أقدم الأنشطة على هذا الكوكب ، ولكن أن تستمر لتصبح في الصدارة أمر مثير للعجب ! وقد ثبتت أهميتها وفوائدها بالفعل بعد دراسات طبية، أظهرت أنها بإذن الله تطيل العمر وتحسن الصحة بشكل عام والتنفس بالذات بشكل عجيب، وتقلل نسبة الإصابة بأمراض القلب بنسبة 87% ! ، بل إنّ الإعلامي أحمد الشقيري أظهر لنا أن أحد مواطني آسيا يمارسها بانتظام رغم سنه التي قاربت على الثمانين ، جاء مشهد الرجل المسن غريباً وهو يقف على رأسه بشكل مقلوب كالخفافيش ! ليقول إنه لم يدخل مستشفى منذ ثلاثين عاماً !
هذا النشاط المتزايد لليوجا جعل هناك عديداً من الأبحاث ، التي أظهرت أرقاماً لم تكن في الحسبان خاصة في الولايات المتحدة ، 82% من ( اليوجيز ) أو الممارسين : نساء ، وهي تساعدهن بشكل كبير في إزالة الضغط والتوتر الناتج عن أعباء الزواج والعمل في المنزل وخارجه وتربية الأطفال !
ممارس اليوجا أقل عُرضة للإصابة بأي مرض معدٍ بنسبة 30% ، والإصابة بالأورام بنسبة 55% ، وهو أقل ذهاباً للعيادات الطبية الخارجية لإجراء كشف طبي بنسبة 50% ! وحتى العادي الذي لا يمارسها ويذهب للعيادات، فالطبيب يصف له ممارستها للعلاج من إصابات وأمراض عديدة، خاصة إصابات المفاصل وعظام الكتف والذراع والقدم !
معلمو اليوجا أصبحت لهم شهادات معتمدة بعد أن ثبتت جدواها صحياً ، 50% منهم بالفعل حصلوا على تلك الشهادات ، رواتبهم متوسطها 35 ألف دولار في مدة البرنامج الذي يقدمونه ، أخيراً يمكن للشخص أن يمارس التمارين والاسترخاء ولو في بيته ، بدون أن يقلد كل أساليب اليوجا التي بالطبع لو بحثنا فيها بدقة، سنجد أشياء تتعارض مع الثقافة العربية السائدة حالياً ! وهي نفس الثقافة التي تفضل أن تترك الشيء كله عندما لا تستطيع أن تستفيد منه كله !!
لا تنساني
موضوع اليوجا ليس مستبعداً أن نراه هنا على أرض المملكة، بعد أن اكتسح جميع الأصعدة في أمريكا وأوروبا وآسيا ، في أمريكا وحدها ينضم 764 ألف إنسان سنوياً لهذا النشاط ، أما عنك أنت يا من تقرأ وتود تنفيذ الفكرة تجارياً فلا تنساني من فضلك ! ليس لأني من حدثتك عنها وحمّستك لها .. بل أيضاً لأني أعرف خلطتها السرية!