«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
خلال السنوات القليلة الماضية اجتاحت ألعاب التقنية المختلفة مختلف دول العالم، ولكن ومع تطور التقنية وانتشار أجهزة الآيباد، وأقبل الصغار بشكل خاص على استعمالها بصورة لافتة، مما جعل هذه الألعاب تحاصر الصغار وتجعلهم أسرى لما تقدمه من برامج معلوماتية وترفيهية بطابع حديث. بل فيها الكثير من البرامج التي جعلت من الصغار كباراً في فهمهم وإدراكهم، وحتى أحاديثهم التي باتت مشبعة باللغة الإنجليزية. وراح البعض من الصغار يقضون جل وقتهم في عالم الآيباد وما يحمله داخله من برامج متنوعة وشيقة أدمن عليها الصغار. وصارت الأم تترك صغيرها مع (آيباده) الذي صار مرافقاً له طوال ساعات، ومن الصعب أن تتحايل عليه وتأخذه منه. فيا ويلك سوف يتحول هذا الصغير إلى فتى شرير.؟! وسوف يخاطبك بعصبية عجيبة.؟! وراحت الأسر في بلادنا وغير بلادنا تشعر بالعجز أمام هذه الظاهرة. سيطرة ألعاب الآيباد على الصغار. ونظراً لأن الأمهات في هذا الزمن تضاعفت مسئولياتهن بحكم التزامهن بالعمل، وبعد ذلك انشغالهن في الواجبات الاجتماعية التي باتت تأخذ جزءاً كبيراً من أوقاتهن فلا وقت كاف يمنحونه للصغار. إلا من استطاعت التحكم في وقتها وتنظيمه. لكن وكما هو معاش وكما أشارت إحدى الأمهات العاملات في إحدى القنوات الخليجية، إلى أن التقنية الحديثة استطاعت أن تساعدها في إبعاد صغارها عن إزعاجها، عبر انشغالهم بهذه التقنية وما تشتمل عليه من برامج وتطبيقات متعددة. بل أضافت قائلة إنها وبصراحة ارتاحت من حمل همومهم طول الوقت، فهي على الأقل مطمئنة أنهم سعداء بمتابعة وحتى تعلم بالأشياء المفيدة في برامج الألعاب.؟! ومن خلال تعلق الصغار بهذا العالم الواسع والممتع بالنسبة لهم، فهم باتوا يعرفون عن أبطال النينجا ومئات الألعاب والتطبيقات الترفيهية المثيرة لهم، والتي استطاعت سحبهم وأدخلهم إلى جنة ألعابهم الممتعة. والجميل أن الكثير من ألعاب الآيباد يوجد لها تصنيف بحسب السن كما يشير إلى ذلك موقع ( لايف كير ) حتى يتمكن الأهل وحتى الصغار من اختيار اللعبة المناسبة، ومن الأشياء المحببة في قوائم الألعاب هي اللعبة التي ليست لعبة. إنما ترشد الصغار لعمل الرسومات البسيطة والممتعة وهي مجرد وسيلة لهذا النشاط، حيث إن جميع الصغار يعشقون عملية الرسم والتلوين مع استخدام خيالهم.. هذا وتدور بين فترة وأخرى عبر وسائل الإعلام المختلفة عن هذه الظاهرة (الصغار وألعاب الآيباد) وعادما تتعدد الآراء فهذا مؤيد وذاك معارض. وهذه سنّة الحياة حول مختلف الظواهر والفعاليات. لكن نسبة كبيرة تتعاطف مع توفير التقنية لهذا الجيل الذي هو عماد المستقبل وعلينا جميعاً أن نتجه إليه وأن ننمي فيه حراك الاطلاع والمعرفة. ومثل كل الأشياء في حياتنا لها سلبياتها وإيجابياتها، ومع المراقبة الأسرية والتنظيم وتعويد الصغار على تخصيص أوقات في اليوم لممارسة ألعابهم. وبالتالي يكون هناك توازن بين اللعب والدراسة وحتى ممارسة الحياة كما هو معتاد، فالمبالغة في كل شيء لها سلبيتها؟!