جاسر عبدالعزيز الجاسر
التعاطف المبالغ به والتغاضي عن التجاوزات التي يرتكبها من تتعاطف معهم ممن تتعرض بلدانهم لفتن وحروب أهلية، ويتم التغاضي عن تلك التجاوزات معتبرينها، تجاوزات صغيرة يستمرئها بعض ممن تتعاطف معهم الأجهزة الحكومية والمواطنون ويجد فيها «ضعاف النفوس» من هؤلاء الذين قدموا لبلادنا هرباً مما تشهده بلادهم من معارك وكوارث، كما أن السماح بتدفق أعداد كبيرة منهم يجعل من إمكانية تسرب عناصر مدسوسة ترسلها أجهزة استخبارات معادية وجماعات إرهابية تستهدف أمن البلاد، فبعد أن فتحت المملكة العربية السعودية أراضيها للأخوة السوريين واليمنيين والذين قدموا للمملكة بالملايين بدأت تظهر جرائم وممارسات خاطئة سكتنا عنها طويلاً تعاطفاً مع هؤلاء الأخوة الذين يعانون التهجير والغربة، إلا أن البعض تمادى وزاد في مخالفاته للأنظمة المرعية والبعض أصبح يشكل خطراً على المجتمع، ولعل القبض على عصابة مكونة من عشرة أشخاص جميعهم من «السوريين» انتحلوا صفة رجال الأمن وقاموا بارتكاب جرائم السلب والسرقة من السيارات وممتلكات ثمينة من ذهب ومعدات كهربائية، تظهر مدى خطورة ترك من يصل لبلادنا من الدول التي تشهد معارك وحروبا أهلية دون أن تكون لهم سجلات تحدد إقاماتهم وتحركاتهم ضمن نسب معقولة لا تشكل تجمعاً يهدد الأمن وتصنع مركزاً يضغط على سكان الحي أو حتى مجتمعات المدن، ففي أحد أحياء شرق الرياض يعاني سكانه من المواطنين السعوديين الويلات من تصرفات الوافدين الذين جميعهم من الأخوة السوريين، والويل لأي سعودي يعترض على تصرفاتهم، فقد تعرض مواطن مسن هو وأولاده إلى الضرب المبرح من قبل مجموعة منهم كانوا يستقلون سيارة وبعدد يفوق ما تسمح به الأنظمة وبعد تجاوزهم لسيارة المواطن الذي كان برفقة ولده الشاب، أوقف المخالفون سيارتهم وأجبروا الرجل وابنه على الخروج من سيارتهم وقاموا بضربهم ثم تركوهما مضرجين بدمائهم ولم يتم التعرف عليهم لعدم تمكن الرجل وأبناءه التقاط رقم السيارة المطموسة أرقام لوحتها.
أيضاً شهدت مدينة الخبر واقعة اعتداء عمالة يمنية جدد رخص إقامتها بعد تعديل أوضاعهم، حيث قام عدد منهم بالاعتداء على مواطن ومعه من حاول إنقاذه بعد أن حاول إعادة إحدى السلع التي ابتاعها منهم بعد اكتشافه عدم صلاحيتها، كما أن عدداً من المدن في جنوب البلاد وبالذات في محافظتي جازان ونجران وحتى الطائف يعانون من تدفق آلاف الهاربين من بلادهم دون ضبط تواجدهم وتحركاتهم مما أحدث عدداً من التجاوزات والمخالفات اليومية في تلك المدن أقلها التحرك بدون وثائق رسمية.
جميل أن نتعاطف مع أشقائنا الذين تتعرض بلدانهم إلى حروب ومعارك ونكبات، ولكن الأجمل والأهم أن يتقيد ممن يأتون إلى بلادنا بالأنظمة وأن يحترموا البلاد التي أوتهم واستقبلتهم بل وفضلتهم على المواطنين في كثير من الحالات.
الآن وبعد تزايد خرق الأنظمة وظهور حالات تهدد أمن البلاد في حالة عدم التعامل معها بحزم خاصة وأن بعضاً منها تتعلق بأمن الوطن من خلال انضمام بعض الوافدين للجماعات الإرهابية يجب أن نقدم أمن بلادنا ومصلحة الوطن على العاطفة، فالواجب تحصين البيت قبل إكرام الضيف.