حمد بن عبدالله القاضي
كثير من الوزارات والمؤسسات الخاصة أو العامة ومنذ سنين عديدة، كلما أعلنت عن مشروع قادم ذكرت أنه سيوفر عشرات الآلاف من الوظائف للسعوديين
لو حسبنا هذه الأوقام لوجدناها بلغت الملايين من الوظائف، لكن بالواقع لا نرى هذه الوظائف ولو تحقق نصفها لاختفت أرقام البطالة النسائية والرجالية،
بل لوجدنا فائضا بعشرات الآلاف من فرص العمل، بحيث تنعكس المعادلة فيكون لدينا فائض بالبطالة ونقص في شاغليها!
أذكر أن د/ غازي القصيبي تضايق من إعلان مثل هذه الوظائف من بعض هذه الجهات ، وقال: إن إعلان الوظائف محرج لوزارة العمل عندما يأتي طالبوها ولا نجد شيئا من هذه الوظائف!.
أتمنى أن يصدر توجيه من الجهات العليا بألاَّ تعلن أب جهة عن وظائف قادمة إلاَّ وهي مستندة على مرتكزات حقيقية.
= 2=
هذه الشاعرة:
والرجل «الثلاجة» والمرأة «الفرن»
*جاذبية الكلمة الشعرية أو النثرية ليس لها مقاييس دقيقة لآن تذوق القارئ هو أدق وأصدق مرجعية «فالكلمة الأدبية» تماما كجمال المرأة مهما كانت المقاييس محددة جداً ومهما كان ماتضخه وسائط الإعلام والموضة لتفرض مقاييسها فيبقى تذوق الجمال دوما بعين الرائي كما يقول المثل الفرنسي.
من هنا فتذوق الكلمة كما المرأة أهم مقياس هو انجذاب الإنسان إليها.
وفي فضاء الشعر لا فرق هنا بين فصيح ونبطي وبين شاعر معروف أو غير معروف.
قبل عدة ليال كنت قرأت قصيدة نبطية عذبة بصورها ومفرداتها وبجدة تناولها وطرافتها نشرتها إحدى الصحف السعودية قبل فترة لشاعرة نبطية أقرأ لها لأول مرة اسمها «غيداء صالح» كان عنوانها: «الفرن والثلاجة» رسمت فيها بإبداع ممزوج بالملاحة والطرافة والمعاناة معاً مابين «المرأة» الفرن بتدفق مشاعرها، وبين الرجل «الثلاجة» بتبلد إحساسه هذا لا ينطبق على كل الرجال وكل النساء ولكنّ هذه المرأة الشاعرة نسجت بعض الصور المتواجدة في الجنسين وإلا فإن الرجل قد يكون «فرنا» وقد وتكون المرأة «ثلاجة».
أدعكم للإستمتاع بقراءة هذه القصيدة والسفر مع مضامينها وصدقها «وملاحتها» فالشعر العذب يفسده زيادة حجم التفسير له:
((سوىَّ عقاله ورش العطر في ثوبه
ثم إلتفت لي سألني: عاوزه حاجه؟
دعيت ربي عس التسهيل بدروبه
ونور السعادة يبان ويشرق حجاجه
رجل احبه ومشَّاني على أسلوبه
أموت في راحته والموت بازعاجه
عندي مشاعر كثيرة بس مرعوبه
إن جيت باقولها بيقول غنَّاجه
أغلب سواليفنا كلمات محسوبه
هو يعشق الصمت وأنا الصمت ما احتاجه
أنا اعشق البوح والتّنكيت حبّوبه
وهو على العكس صار الصمت مِنهاجه
من لذّة الفرفشة والمزح مسلوبه
وإن جا يجامل ويضحك حسْ باحراجه
حسِّيت في شدته من كنت مخطوبه
ودخلت في غبّها من ليلة زواجه
سبحان ربٍّ جمع رَجْل ورعبوبه
في داخل البيت جننب الفرن ثلاجه!