الجزيرة - صالحة مجرشي:
«أنا امرأة متزوجة منذ سنتين، مشكلتي هي أنني لا أعرف كيف أتعامل مع زوجي لأنني عنيدة جداً، ولا أتقبل أي شيء منه،
و لا أقتنع بقراراته مهما كانت، ماذا أفعل لكي أتخلص من عنادي؟»
تشير أخصائية الإرشاد التربوي مريم الحسن إلى أن العناد يعتمد بشكل كبير على المراحل الأولى من حياة الإنسان نتيجة تربيته الخاطئة، و يحدث ذلك عندما تصر الطفلة على رأيها فيبتسم و يقوم الوالدان بتنفيذه، فيتطور الأمر إلى أن تصبح شابة ليتحول بعد ذلك إلى سلوك يومي حتى بعد زواجها، أو قد يكون سبب عناد الزوجة عدم انسجامها مع الزوج في حياتهما الزوجية أو اختلاف الطباع فيكون العناد نمطا للتعبير عن رفض لزوجه لسلوك زوجها، أيضاً الشعور بالنقص نتيجة المعاملة الأسرية التي لا تتسم بالاحترام والتقدير و ضعف الثقة في النفس، أو قد يكون ناتجا لمعاملة الزوج القاسية وعدم تقديرها واحترامها، و تسلط الزوج وعدم استشارته للزوجة أو الاستهزاء بها.
يجب على الزوجة أن تجد الحل المناسب لتتعامل مع مشكلة العناد حتى لا تتفاقم المشكلة وتصبح أكبر وأصعب عند حلها،
و ليتم التوازن النفسي و يتحقق الاستقرار الأسري، و أياً كان سبب عناد الزوجة فإنها تستطيع التخلص من الآثار السلبية لهذا العناد بل يمكنها توجيهه إلى ما يفيد، وذلك عن طريق تجنب أسباب الخلاف المؤدية للعناد وتجنب مواطن النزاع قدر المستطاع، والبحث عن النقاط المشتركة بينها وبين زوجها، فالعلاقة الزوجية قائمة على التفاهم والوضوح والتضحية والتسامح والتجاوز والتغاضي عن الزلات.
كما يجب التمسك بآداب الحوار البناء مع الزوج ومع غيره أيضًا، وعدم التشبث بالرأي والاستماع إلى حجة الطرف الآخر وتقديرها، و ترك الجدال والخلاف حول الأمور الصغيرة والحرص على الاتفاق عند حل الأمور كأسلوب تربية الأولاد أو التوظف في عمل.
و تضيف الحسن قائلة: «إنه لابد على الزوجة المساهمة في استمرار الحياة الزوجية و تقويتها بحب ومودة واحترام، و السيطرة على ما تتعارض مع رغبة الزوج، و توضح الأمور له قبل أن تستحيل الحياة بينهما ويتحول منزل الزوجة إلى حلبة صراع».