سعد الدوسري
بالإضافة لكونها عاصمة الدولة الأكبر ثقلاً في العالمين العربي والإسلامي، تعتبر الرياض واحدة من أكبر المدن العربية، من حيث المساحة وعدد السكان وحجم المشاريع. ولقد تدرج على أمانة منطقتها عدد من الرجال، أتناول اليوم أحدهم، وهو الدكتور عبدالعزيز بن عياف، الذي نشر ورقة عمل، أظن أنها واحدة من أهم الأوراق التي تؤطر لمفهوم الإدارة المحلية، وتضع الرياض كحقل خصب لتطبيقه والعمل به.
بكل جرأة، يقول الدكتور عبدالعزيز، بأن «مدننا لن تستطيع بأسلوب إدارتها الحالي وبإمكاناتها المالية وصلاحياتها المتاحة نقل وتحقيق ما يخصها من الرؤية. كما لن تتمكن مدننا من الاستمرار في تقديم حتى الحد الأدنى من الخدمات الأساسية المطلوبة منها، فضلاً عن استطاعتها تطوير هذه الخدمات وزيادتها كيفًا وكمًا أو حتى مواكبة التطلُّعات المطردة للسكان إلى خدمات بلدية جديدة، بأسلوب ومستوى مختلف. ويعدُّ التحدي الحقيقي في قدرتها على الانتقال من الاعتماد الكلي ماليًا على الدولة، إلى الاعتماد الذاتي بشكل كبير على إيراداتها واستثماراتها، بعيدًا عن وزارة المالية وعن جيب المواطن».
إن مفهوم الشراكة، هو المفهوم الذي سيظل غائباً عن العقول البيروقراطية، وذلك لأنها تتصور بأن المنتج الوحيد القادر على البقاء، هو منتج المؤسسة الرسمية، على الرغم من فشله فشلاً ذريعاً في تحقيق متطلبات الفرد البلديَّة. وبهكذا خوف تبقى مدننا في خانة متخلفة، على مستوى الخدمات التي تقدمها.