د.دلال بنت مخلد الحربي
التاريخ هو صورة الحياة البشرية، وتدوينه يعود بِنَا إلى عصور سحيقة تشهد بذلك النقوش الصخرية المنتشرة في أنحاء العالم سواء في ذلك التصويرية وهي التي كانت تعتمد على الصور التي تعبر بمجملها عن حادثة أو قضية أراد الإنسان القديم أن يؤرخها فنقشها على الصخر معتقداً أن دلالاتها كما دونها ستفهم من قبل الأجيال القادمة.
ثم كان التطور في النقوش الكتابية عندما بدأ الإنسان في استخدام الهجائيات فعبر عن أمور أو قضايا بنقشها على الصخور والأحجار فكانت أوضح وأكثر تعبيراً من تلك النقوش التصويرية.
ومع الزمن تعددت الوسائل باستخدام أنماط من الرقوق والعظام والخشب إلى أن وصلنا إلى عصر الورق.
واليوم نواجه ثورة في هذا المجال إذ أن التاريخ التصويري كما في البدايات، ولكن من خلال الأفلام الوثائقية والأفلام التاريخية الدرامية. وماتقدمه القنوات من أحداث عالمية فتشاهد على نحو حركي، وهذه المرحلة دون شك يكون التاريخ فيها ماثلاً أمام أعيننا فنفهم أحداثه أكثر مما نفهمها ونحن نقرأ.
وعلى سبيل المثال ومن تجربة شخصية أجدني وقد تعرفت إلى تاريخ الفايكينج من خلال مسلسل وضع للتعرف على تاريخهم من خلال أحداث درامية يختلط فيها الحقيقة بالخيال، ولكن كانت الحصيلة هي أنني فهمت كثيرا من الجوانب عن هذا الشعب الذي جاء من شمال أوروبا، ومن خلال السفن وعبر البحر وصل إلى الجزر البريطانية ثم إلى فرنسا وماخاضه من معارك لتثبيت وجوده في الأماكن التي وصل إليها.
وفيلم آخر عن الملكة إليزابيت الثانية يقدم حياة ملكة بريطانيا الحالية منذ صغرها حتى توليها عرش بريطانيا والبدايات لحكمها على شكل درامي تختزنه الذاكرة، ويصبح معلومات مختزلة واضحة في ظرف ساعات قد تعادل هذه الفترة فترات طويلة يقضيها الفرد في القراءة عن حياة الملكة وحكمها.
ما أنتهي إليه هو أن التاريخ يصبح الآن صورة ويتحصل على قبول وانتشار واسع، ومن هنا فماذا نحن فاعلون في استخدام التاريخ المرئي لنعرف بتاريخنا الحديث والمعاصر على وجه الخصوص، وبتاريخ حضارة جزيرة العرب على مر العصور.