سعد الدوسري
في ليلة تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، دارت الأحاديث المعتادة حول التطرف الإسلامي، سواءً داخل الولايات المتحدة أو خارجها. ولا يمكن لأحاديث من هذا النوع، إلا أن تكون متطرّفة هي الأخرى، فيختلط فيها الإرهابيون مع من يقاوم الإرهابيين، ويسخّر أمواله وأفراده للقضاء عليهم.
في اليوم الأول للتنصيب الرئاسي في مبنى الكابيتول، كانت قواتنا تحاصر مبنى آخر، يتحصّن داخله مجموعة من الإرهابيين، مما اضطرهم للانتحار. ومثل هذا الخبر، وغيره من الأخبار التي تضع المملكة العربية السعودية، في مقدمة الدول التي تحارب التطرف، وتتكبد في حربها المتفوقة، عدّة وعتاداً، ميزانيات لا حصر لها، لا نراه يتصدّر العناوين العالمية، وذلك للسبب الذي أشرت إليه بالأمس، وهو ضعف أو غياب الآلة الإعلامية، مقابل الآلة الأمنية التي اعترفتْ كل الآليات العالمية بتفرُّدها في مجال العمليات الاستباقية.
لقد رسم الزميل عبدالله جابر، كاريكاتيراً في صحيفة «مكة» الأسبوع الماضي، لكلمات تحاول أن تعبر الخطوط الحمراء، فلا تستطيع، تتحول الكلمات إلى قطرات حبر زرقاء تتناثر على جانبيْ تلك الخطوط. ولقد علّقت على هذا الرسم بالقول:
-كنت أتمنى لو أنّ بعض النقاط الزرقاء، اخترقتْ الخطوط الحمراء، لكي يدرك الناس أننا نحاول تجاوزها كل يوم، من أجل الصالح العام.
نعم. نحن لا يهمنا سوى صالح وطننا، حين نكرر كل يوم، أنّ إعلامنا اليوم، ليس بحجم تحولاتنا. هو في وادٍ، وتحولاتنا في وادٍ.