ناصر الصِرامي
قد يكون العنوان مزعج أو صادم للبعض، لكن لعله فقط يسهم في تخفيف حجم حالة الإنكار الاعتيادية لدى البعض. و»قد» يسهم في الوقت ذاته في رؤية الصورة كما يراها العالم من أقصى شرق الأرض إلى غربها، وليس كما نأمل ونتمنى وحسب.
بالأمس نجاح رجال أمننا في القضاء على عملية إرهابية جديدة، وكما كتبت أكثر من مرة لم تتضرر بلد في العالم من الإرهاب وعملياته مثل السعودية، وللأسف كلنا نعلم أن هؤلاء الإرهابين الجهلة، يتخذون من النصوص والفتاوى الدينية المتشددة وتحديدا تفسيرها ذريعة للقتل والإرهاب ومعادة البلاد والعباد..!
«وفي إطار ما تقوم به الجهات الأمنية من مهام في مكافحة الإرهاب والإطاحة بأوكاره وخلاياه وعناصره، وإضعاف المقومات التي يعتمدون عليها في الإعداد لمخططاتهم الإجرامية للإخلال بأمن البلاد واستقرارها، كانت آخر العمليات الأمنية الناجحة، مداهمة وكرين إرهابيين لخلية إرهابية بشكل متزامن، حيث كان يقع الأول منهما بحي الحرازّات بمحافظة جدة، وهو عبارة عن استراحة اتخذها عناصر الإجرام مأوى لهم، ومعملاً لتصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة. وبتطويقها وتأمين المواقع المجاورة لها بادر من فيها وهما شخصان بإطلاق النار بشكل كثيف على رجال الأمن. وحينما يئسا من القدرة على الإفلات من قبضة رجال الأمن أقدما على تفجير نفسيهما بواسطة أحزمة ناسفة ما أدى لتطاير أشلائهما في موقع الاستراحة مع انفجار المعمل الذي بداخلها»، طبقا لبيان وزارة الداخلية.
في المقابل وعلى المسرح العالمي،ومن خطاب تنصيب ترامب،الرئيس الجديد للولايات المتحدة الامريكية،والذي وعد فيها ب»القضاء على الإرهاب الإسلامي من على وجه الأرض» إلى خطابه التالي في أكبر جهاز استخبارات في العالم، حيث قال ترامب خلال زيارة مقر «CIA»، قرب واشنطن مخاطبا العملاء السريين: «نحن على الموجة نفسها، وسنقوم بأشياء مذهلة»، متحدثاً مجددا عن محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال «نحن لم نستخدم الإمكانات الحقيقية التي نمتلكها. علينا التخلص من تنظيم الدولة الإسلامية، فلا خيار أمامنا».
بصراحة لا يمكن لنا التركيز في الجدل على الاسم والتوصيف، الإرهاب كما يعرفه العالم يوصف بالإسلامي اليوم، بحكم هوية وديانة فاعليه. هؤلاء هم من يجعل العالم يتحدث عن الإرهاب الإسلامي، ومن الصعوبة بمكان مواجهة هذا العنوان. أو تخفيفه حتى.
دعك من المؤمراة وأفكارها.. لكن مهما يكن، ومهما يكن الاستخدام لهولاء الإرهابين أو أوضاعهم العقلية والفكرية والشهوانية .. إلا أنهم منا وفينا للأسف كعرب أو مسلمين. لذا من الطبيعي، والطبيعي جدا أن يوصف الإرهاب اليوم في العالم بالإرهاب الإسلامي.
والمهم ليست في تلطيف العنوان، بقدر ماهو عمل جماعي شامل فكريا واجتماعيا وثقافيا لتجديد الخطاب الديني، واعادة تفسير النصوص وفق المرحلة، وتحرير الإسلام من خاطفيه، واعادة صياغة مفاهيم تتماشى مع العالم، وتحارب كل أشكال التطرف ودعاته، ومن يقفون ضد أن نعيش حياة طبيعية مدنية بسلام!