عبد الله باخشوين
.. الملك سلمان.. هو أهم رموز العدل والاعتدال.
صحيح أنه حازم.. لكن حزمة ليس قوة.
فقد أدار مهامة أميراً للرياض باعتدال القادر المقتدر.. فلم يقسوا إلا في الحق.
والعدل في الحق.. تعديل لكل اعوجاج وتقويم له.
ثم هاهو ملكاً ملى السمع والبصر.
لقد جاءه ملكاً لم يسع إليه.. فاستقبله بـ((الحزم)) و((الاعتدال)).. وهو يختار لولاية عهده المديد حازم ومعتدل.
واختار اعتدال ابن سلمان بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد كأنما قدر هذه البلاد المكتوب على ملكه.. يقول برقى ملك صعب.. للتصدي لهذه المعادلة الأكثر صعوبة.. لكن بدا كأنه كان ينتظرها.. ليبسط على أرض هذا الوطن المعطاء معادلته الخاصة التي خبرها وخبرته على مدى أكثر من خمسين عاماً مضت في حل كل إشكالات العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
إنها معادلة الحزم والاعتدال.
وضع على يمينه حزم محمد بن نايف.. وأقرنه باعتدال محمد بن سلمان.
إنها تبدو لي معادلة شديدة البساطة والسهولة.
لأنها تأتي من أعماق سلمان الذي نشأ وتربى عليها واجتهد في تطبيقها بما يرضي الله ويحقق شريعته التي سنها رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.. دون اجتهاد أو تحويل أو عمل على محاولة التأويل.. فقد كان وما يزال محاطاً بصفوة الكبار من علماء المسلمين الذين ساعدوه في التحقيق و المنال.. لكل من يريد أن يلتف على الشريعة السمحاء وعدلها واعتدالها.
لذلك لا حاجة بنا للقول بصفات سلمان أميراً ثم ملكاً.. لكننا نحتاج للتأكيد على حقيقة أن سلمان أسس قواعد جديدة للحكم نقلته من كونه إرث قاعدته الأسبقية والسن وما إلى ذلك.. ووضعته في العصر الحديث بكل معنى الكلمة وأزالت أي شبهة في الجمود والتكلس الذي يتجلى في مفهوم الأرث التقليدي.. بعد أن جاء بحزم واعتدال قادر على التناغم مع لغة العصر وقادر على التفاعل معها بما يضمن مستقبل بلادنا القريب والبعيد أيضاً.