جاسر عبدالعزيز الجاسر
يتواصل تقلص المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون في اليمن، ويتناقص قادتهم الذين سقط معظمهم قتلى وانشق البعض الآخر وبالذات كبار ضباط الحرس الجمهوري الذين كانوا يدينون بالولاء للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذي مكن -وعبر ألوية الحرس الجمهوري- الحوثيين من السيطرة على محافظات اليمن التي استرد معظمها الجيش الوطني الشرعي ورجال المقاومة الشعبية اليمنية، بمساندة قوية من قوات التحالف العربي، ولم يتبق تحت سيطرة الانقلابيين سوى محافظات صنعاء والحديدة وعمران وصعدة وذمار، وحتى هذه المحافظات دخلتها قوات الشرعية وأصبحت تسيطر على أكثر من نصفها كما هي الحال في محافظة صعدة معقل الحوثيين التي أصبحت وفق الحسابات العسكرية ساقطة عسكرياً مثلما هو في صنعاء العاصمة التي تحاصرها قوات الشرعية والمقاومة الشعبية التي تستعد لاقتحام العاصمة التي تعد في متناول قوات الشرعية والتي لا تبعد عنها سوى بضعة كيلومترات، ولا يؤخر دخول هذه القوات العاصمة اليمنية سوى اتخاذ قرار سياسي من القيادة الشرعية التي تنتظر استكمال المباحثات مع مبعوث الأمم المتحدة ولد الشيخ والدول المؤثرة في مجلس الأمن الدولي وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، ومع تلكؤ الانقلابيين واشتراطاتهم المعرقلة لمهمة ابن الشيخ التي يهدفون من ورائها إلى تأخير الخروج من صنعاء بانتظار وصول تعزيزات عسكرية وشحنات أسلحة من ملالي إيران، وهو ما بات صعباً جداً في ضوء اقتراب قوات الشرعية من العاصمة وإحكام حصارها العسكري، فإن المتوقع أن يؤدي فشل مبعوث الأمم المتحدة في إعادة الانقلابيين للصواب، إلى إعطاء القيادة الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس الشرعي عبدربه منصور إشارة دخول العاصمة التي باتت مهيأة تماماً لاستقبال السلطة الشرعية بعد أن ضاق أهلها من الضغوط التي يمارسها الانقلابيون على السكان الذين فرضت عليهم إجراءات أشبه بـ»الجزية» من خلال فرض إتاوات واستقطاعات مالية لتعويض قلة المال والموارد بعد تعذر وصول أموال ملالي إيران وحرمان الانقلابيين من الموارد التي سرقوها من الشعب اليمني عندما كان البنك المركزي في صنعاء.
قرب سقوط صنعاء وعودتها للشرعية سيسبقها سقوط ميناء المخا الرافد التجاري لمحافظة تعز، الذي كان ولوقت قصير ممراً لشحنات الأسلحة الإيرانية وميناء لتهريب البضائع التي يتاجر بها الانقلابيون ويفرضونها على المواطنين بأسعار مبالغ بها، فقوات الشرعية الوطنية والمقاومة الشعبية وقوات التحالف أصبحت على تخوم مدينة المخا الذي تحتضن الميناء، إذ تذكر وكالات الأنباء أن قوات الشرعية والتحالف العربي اقتربت جداً من المدينة والميناء وأنها لا تبعد سوى خمسة كيلومترات وقد تكون هذه المسافة قد تقلصت وتكون المدينة والميناء تحت سيطرة الشرعية اليمنية بعد أن يطرد منها الانقلابيون أو يفروا منها مثلما حصل في المحافظات الأخرى التي تخلصت من سطوة الانقلابيين.