محمد بن علي الشهري
جرت العادات والأعراف على أن الطالب النجيب المتفوق دائماً، لا يحظى بـ(وِدّ) وتعاطف الطلاب الأقل منه نجابة وتفوقاً، وبخاصة البلداء منهم، بل أن بعضهم يذهب إلى أبعد من مجرد عدم التعاطف معه أو مبادلته الودّ، فيكيدون له، ويؤلفون الحكايات الكاذبة ضدّه إمعاناً في تشويه تفوقه ونبوغه؟!.
هذا النمط من أنماط الشعور بالدونية، يتجلّى بحذافيره وبدون رتوش على مستوى تنافسات كرة القدم، ولا سيما في الأوساط المتخلفة فكرياً، كتلك التي تعتبر الخسارة من المنافس بمثابة (العار)، أو تلك التي تحوّل ميلها لناديها إلى ما يشبه العقيدة، وربما إلى ما هو أبعد؟!.
لهذا لا تُستغرب ممارسات (بني خيبان) وأدواتهم الضليعة منذ زمن بعيد في فنّ اختراع الدسائس والمكائد، وفي تأليف التلفيقات والأكاذيب الرامية إلى تشويه منجزات كبير آسيا وزعيمها؟!.
ذلك أن ما يمارسونه عبر وسائل الإعلام من (هلوسة) إنما هو تعبير لا إرادي عن مشاعر الدونية، فلو أنهم وجدوا في ما حققته فرقهم من المنجزات المعتبرة ما يسدّ رمقهم، ويرفع رؤوسهم، لكفتهم مؤونة الانشغال بأمور وشؤون الهلال أكثر من انشغالهم بشؤون وأمور أنديتهم، بمعنى أنهم يمارسون حقهم في التعبير عن (ضآلتهم) سواء بقصد أو بدون قصد.
ولكن هذا لا يمنع من القول إن ممارساتهم (القذرة) في هذا الاتجاه قد بلغت مؤخراً أقصى مستويات (الوقاحة) سواء من خلال تسخير الدكاكين الفضائية الصفراء التي تتلقى التوجيهات من (مطبخ عمليات القروب)، أو من خلال تحشيد وتحفيز كتبة (أبو ريالين) بمعاونة غير مشكورة من إعلام (الخيخة) الأرخص.
مع بداية الموسم (زجّوا) بـ(البخاري) في مهمة غير شريفة الغرض منها التحريض ضد الهلال وعدم تمكينه من الحصول على حقه المشروع، ولكن مهمته تلك تحولت - على عكس ما خططوا له - إلى (شهادة) واضحة وصريحة حول الشبهات التي واكبت بطولات الدوري للمواسم الأربعة الأخيرة، والتي صادق رئيس النصر على بعض معطياتها بالصوت والصورة؟!.
والآن هاهم (يزجّون) بـ(الياقوت) في مهمة أخرى غير شريفة، مماثلة لمهمة البخاري، مع اختلاف نوعيات الضحايا، إذ إن ضحيّة مهمة البخاري هم (عيد ورفاقه) باعتبارهم من (هندس) خط سير البطولات الأخيرة حسب شهادة زميلهم البخاري، في حين أن ضحيّة مهمة الياقوت هو الرمز الوطني الأمير (سلطان بن فهد) الذي انهالت عليه إساءات من وصفهم الأمير (عبدالرحمن بن مساعد) يوماً ما بـ(السفلة) من كل حدب وصوب، لمجرد أن الياقوت لم يُحسن التعبير، أو لم يكن أميناً، أو لأنه وجد (الملاّس) ولكنه لم يجد (القدر) فغرف من تحت قدميه ما يكفي لتهافت (القطيع).. ويا عالِم من سيتخذونه مطيّة لتنفيذ مشروعهم القادم؟!!.
خلاصة القول: كل ما ذكرته أعلاه، وغيرها من الدسائس المعتادة والمبتكرة ضد الهلال، إنما الغرض منها إلهاء الجماهير عما يحدث في الأندية المنافسة من مشكلات، وإن شئت فقل: كوارث، هذا عدا العمل على محاولة صرف الأنظار عن بعض التصريحات مثل دفع الأموال (سِرّاً) لبعض الأندية بذريعة جلب حكام أجانب.. على أن الهدف الأول والأهم هو التشويش على الهلاليين وإشغالهم عن مهماتهم الأساسية المتمثلة بالعمل على تحقيق المنجزات.. وبالتالي فإن عليهم الحذر والتنبّه لكل ما يُحاك ضدّهم.. إذ يبدو أننا على مشارف عودة حقبة (جنون البقر).