أشير إلى ما نُشر في جريدة الجزيرة الغراء ذات العدد رقم (16173) بعنوان (غرفة الرياض تشكِّل فريقًا لحصر أعمال المسؤولية الاجتماعية). وقد ذكر الخبر أن لجنة المسؤولية الاجتماعية بغرفة الرياض عقدت اجتماعها الأول خلال الدور الحالية بحضور رئيس مجلس إدارة الغرفة (المهندس أحمد الراجحي)، وناقشت لجنة المسؤولية الاجتماعية عددًا من الموضوعات، خاصة الجانب المتعلق بجهود الارتقاء وتعميق المسؤولية الاجتماعية لدى المنشآت الخاصة بالقطاع الخاص، وحصر الأعمال ذات العلاقة بالمسؤولية الاجتماعية، وتحديدًا آلية التنفيذ والدور الذي يضطلع به القطاع الخاص.
وأقول تعليقًا على ما كُتب: هذه خطوة جيدة وصحية تجاه المسؤولية الاجتماعية؛ باعتبار أن هذه الغرفة لها دور أساسي وإشرافي على المنشآت في القطاع الخاص، ولاسيما أن بعض منسوبي هذه الغرفة من رجال الأعمال، ولهم منشآت خاصة تخصهم، ونشاطاتهم متعددة (في التجارة والعقار والمصاريف النقدية).
لكن المسؤولية الاجتماعية (حس وواجب وطني) من تجار القطاع الخاص قبل أن يكون توجيهًا رسميًّا من هذه الغرفة.. إنه حس وواجب وطني تجاه أبناء مجتمعهم، أبناء الوطن، هذا الوطن المعطاء الذي سهل ويسر قطاعهم وتجارتهم دون فرض ضرائب أو جزية أو عمولات كما هو متبع في بعض الدول العربية والإسلامية والصديقة؛ لأننا - ولله الحمد - اقتصادنا اقتصاد إسلامي حر، كل في مجال عمله، سواء كان تجارة عامة (سيارات ملابس مفروشات - أخشاب - حديد - موبيليا - مصارف بنكية - عقار... إلخ)، والدولة لا تتدخل حتى في ربحهم، سواء رفعوا هذا الربح أو خفضوه؛ فالواجب عليهم جميعًا أن يشارك كل منهم، سواء رجالاً أو مجموعة، بالمساهمة في إنشاء مجمع تعليمي أو مجمع سكني للمحتاجين من الفقراء والمعوزين، أو مركز لرعاية المعاقين، وهم كثر بالملايين؛ للمساهمة مع الدولة في رعاية هؤلاء المعاقين الذين يزدادون يومًا بعد يوم، أو مركز لرعاية المسنين لكبار السن من الجنسين، أو مركز أو مصحة نفسية لبعض مرضى المجتمع من ذوي الأمراض النفسية الذين يهيمون على أنفسهم في الشوارع والطرقات أو مدمني المخدرات الذين عجز أفراد أسرهم عن رعايتهم طبيًّا.. فكم سمعنا من الجرائم التي يرتكبها هؤلاء تجاه أفراد أسرهم من أب أو أم أو أخ أو أخت أو عم أو خال أو زوجة أو حتى تجاه رجل الشارع العادي.
فرجال الأعمال عليهم واجب وطني وحس اجتماعي تجاه أبناء أفراد مجتمعهم؛ لأنهم منهم وإليهم، يهمهم استقرارهم وصحتهم؛ حتى يكونوا أعضاء نافعين تجاه أنفسهم وأفراد أسرهم ومجتمعهم ووطنهم؛ لذا فإنني من هذه المقالة أهيب برجال الأعمال جميعًا إلى أن يساهموا - كما ذكرنا - في رد جميل هذا الوطن المعطاء تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - متعه الله بالصحة والعافية وطول العمر -. وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.
مندل عبدالله القباع - خبير اجتماعي