فهد بن جليد
سيكون حظك عاثراً، لو دخلتَ مجلساً فيه (مُبتعث عاطل) يتحدث، لأنك لن تستطيع الاستمتاع بوقتك أو الاستفادة من الحوارات المطروحة للنقاش حول قضايا مُتعددة، لن يكون من ضمنها -بالطبع- كيف أصبح عاطلاً وهو خريج (بلاد برا)!
هذا المُصطلح (البرجوازي) ظهر في بعض الدول العربية، كناية عن أنَّ أبناء الذوات والتجار ورجال الأعمال والبشوات.. إلخ، هم فقط من يستطيعون السفر إلى الخارج بغرض التعليم، للحصول على أرفع الشهادات من أرقى الجامعات وأندر التخصصات، والعودة للحصول على مراكز مرموقة لا يستطيع عامة الناس شغلها في تلك البلدان، وهو عكس ما ننعم به -ولله الحمد- من قدرة شرائح المجتمع كافة على إكمال تعليمهم بكل سهولة في الخارج -ضمن مشروع الابتعاث- الذي أعاد لنا كفاءات وطنية رائعة وقادرة على النهوض بمجتمعها، بفضل ما استفادت به من خبرات وتأهيل علمي مرتفع، وهذا بالطبع لا يمكن أن ينسحب على خريجي الابتعاث كافة، فالابتعاث والتأهيل والتحصيل العلمي شيء، والحصول على وظيفة شيء آخر -في ظني- أنه مُرتبط بتوفيق الله وأرزاقه التي يقسمها بين الناس أولاً وأخيراً. لنعود لـ(فلتة زمانه) الذي يظهر -غالباً- بحكم عيشته في الخارج فترة الابتعاث واحتكاكه (بالفرنجة) أكثر منك استخداماً للمُصطلحات الإنجليزية، وعليك مساعدته في نطق بعض الكلمات باللغة العربية ومدلولاتها, لأنه لم يعد يذكرها جيداً، وكأنه تحول فجأة لما يُشبه (الخبير) بالشوؤن السياسية والاقتصادية وأسرار الشعوب الاجتماعية، بدءًا من دول عدم الانحياز، ووصولاً لخارطة العالم الجديد، وعلم ما وراء البحار، وآخر اخترعات الروبوتات وتوظيفها لتكون (بديلاً كاملاً) للبشر.. إلخ، ولو تحدثت عن تداعيات فوز (نادي وج) على (نادي الشباب) مؤخراً لوجدت لديه (حالة شبيه) شاهدها أثناء غربته، وكيف تقبلت الجماهير هناك الأمر دون المطالبة بإقالة المدرب..!
عزيزي المبتعث عزيزتي المبتعثة نحن فخرون بكما، ونعتز بما وصلتما إليه من علم وخبرة وتجربة، نرجو أن تكون خير معين لكما للمساهمة في تنمية بلادنا معاًَ، وهنا وجب التنّبيه إلى أن قدرتكما على التحدث (بلغتين أو أكثر) ستجعلكما بكل تأكيد تتواصلان مع الآخرين بسهولة وتتعرفان على الثقافات المُتعددة، ولكن هذا -لا يعني- أنكما أعلم ممن لا يتحدث إلا (اللغة العربية)، حتى لو لم يتعلم إلا في مدارسنا الحكومية..!
وعلى دروب الخير نلتقي.