د. ناهد باشطح
فاصلة:
((على الطريق التي لا تخشى شيئاً عليها ينقض عليك الوحش))
-حكمة عالمية-
طالب الباحث في الشئون الإيرانية «عايد الشمري» في جريدة الوطن في عددها المنشور يو 19-1-2017م بإعداد فيلم وثائقي عن جرائم الحرس الثوري الإيراني في العراق وسورية، إذ إن هناك مجموعة من الحقائق حول الإجرام والإرهاب الإيراني الممتد منذ ثورة الخميني، وذلك للرد على جهود إيران الإعلامية لتشويه صورة المملكة وأشار إلى أن الحكومة الإيرانية تعمل على إنتاج فيلم سينمائي يربط المملكة بالإرهاب كمصدر له،كما أنها أنتجت قبل أشهر فيلماً قصيراً بهدف تشويه صورة الشعب السعودي في عيون العالم وربط المملكة بالإرهاب وداعش.
من الواضح أن إيران تحشد الجهود الإعلامية لتحقيق أهدافها المسيئة إلى صورة المملكة فقد أصدر البرلمان الإيراني قبل أيام قرار بالزام الحكومة الإيرانية برفع ميزانية هيئة الإذاعة والتلفزيون إلى 3 مليارات دولار والحكومة الإيرانية تستعد لإنتاج فيلم سينمائي بعنوان «إمبراطور جهنم» يدّعي أن داعش صناعة سعودية.
لا أعلم ماذا ننتظر؟..
ولا أعلم أي جهود إعلامية لدينا لصد هذه الحرب الإعلامية، لكني -وأرجو أن أكون مخطئة- لا نمتلك نفس القدرة الإيرانية في صناعة السينما على الأقل في بلدنا، كما أن إيران يرجع تاريخ السينما فيها إلى عام 1900 وأول فيلم إيراني أخرج كان عام 1930.
نحن لدينا تاريخ أيضاً ولكنه لم يستمر فصناعة السينما لدينا مقيدة بقناعات مشوشة ومع ذلك فقد أنتج أول فيلم سعودي في عام 1950 وحمل عنوان الذباب كما أن الفيلم السعودي «اغتيال مدينة» للمخرج السعودي عبدالله المحيسن فاز بجائزة (نفرتيتي) لأفضل فيلم قصير عام 1977.
أرى أن من الأفضل لمكافحة جهود إيران السلبية أن نحشد جهودنا في إبراز صورة المملكة الحقيقية في دورها في المنطقة وتأثيرها الإيجابي ومواقف السلام التي تنتهجها دوما.
مشكلتنا ليست عدوم وجود نصوص أو ممثلين رغم مشكلات الدعم التي يعاني منها المنشغلون بشأن السينما السعودية.
مشكلتنا أن لدينا نقص في المعلومات لأننا لا نهتم بالتوثيق على كافة الاتجاهات والمستويات المعرفية ولذلك من السهل على الغرب أو أي دولة متحفزة للإساءة لنا أن تشوش صورتنا الذهنية في العالم، إذ يصبح الأمر سهلاً أن تشكل إطار الصورة لملامح لم تكتمل.
نقص المعلومات ليس أمراً سهلاً فأن تكون مصدراً ضعيفاً في وسائل إعلامك المحلي فأنت تعطي فرصة لتشويه صورتك من ِقبل الآخر، وهذا ما تفعلة آلة إيران الإعلامية فماذا نحن صانعون؟!.