د.عبدالعزيز العمر
الاعتذار المشار إليه في عنوان هذه المقالة أقدمه إلى عشرات بل مئات من الطلاب خريجو الثانوية العامة الذين تقدموا للقبول في مؤسسة تعليمية جامعية كان لي الشرف أن أكون أحد صناع القرار بها.. أعتذر لأولئك الطلاب الذين تم استبعادهم من القبول الجامعي في الوقت الذي كانوا فيه على درجة عالية من التميز في التخصصات التي تقدموا للقبول فيها.. لكن لماذا تم استبعاد هؤلاء الطلاب المتميزين من القبول الجامعي؟.. السبب ببساطة يعود إلى أن هؤلاء الطلاب المميزون في تخصصاتهم العلمية لم يجتازوا اختبار قبول في مهارات اللغة العربية. للأسف كان يتم استبعاد أي طالب من القبول في قسم الرياضيات أو قسم الحاسب بسبب كونه لا يعرف الفرق بين همزة القطع وهمزة الوصل، أو بسبب أنه لا يفرق بين الألف المقصورة والألف المددودة، ولم يشفع له قوته في التخصص الذي تقدم للقبول فيه. شرط اجتياز اختبار مهارات اللغة العربية لم يكن خلفه شخص يعينه، بل هو شرط أقره نظام ومن خلفه مجلس أكاديمي ومن خلفه ثقافه. لا أحد يقلل من كون اللغة العربية جزء أصيل من هويتنا وثقافتنا، ولكن هل يصل الأمر إلى حد حرمان طالب مبدع في التخصص الذي يرغبه بسبب ضعف لديه في بعض مهارات اللغة العربية. نظامنا التعليمي عجز عن انتشال طلاب التعليم العام من مستواهم المتدني في اللغة العربية، ثم لاحقهم عندما كانوا يستعدون لدخول الجامعة ليحرمهم من فرصة الالتحاق بتخصصات جامعية مبدعون فيها بسبب ضعفهم اللغوي.