رياضتنا بمنجزاتها وبطولاتها وتاريخها العريق حفرت اسمها العظيم (السعودية) في أذهان الكرة الخليجية والعربية والآسيوية بل والعالمية، لم تأت من فراغ أو بساطة أو صدفة، الطيبون أخلصوا بالوقت والمال والجهد لتصل كرة القدم لمجد سطره التاريخ، عمل واضح للقاصي والداني من المسئولين عن رياضة الوطن، رحم الله الأمير فيصل بن فهد وحفظ الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل والله يذكر أيامهم بكل خير، وأعان الله الأمير عبد الله بن مساعد على تلك الأمانة والإرث الباهر الذي لن ينساه أحد.
عبارة التعصب من أين أتت ومن أنتهجها وأخرجها لتظهر للسطح بين شبابنا؟ هي محصورة بين بعض القنوات ببرامج رياضية أفسدت أكثر مما أصلحت، وبعض الكتابات التي تغلغلت وعشعشت بفكر أضاع رسالته السامية وهدفه النبيل للشارع الرياضي، لنَعُد للوراء قليلاً ونتذكر ماضياً ليس ببعيد، كانت البساطة في التشجيع والبعد عن الأحقاد والعصبية، فاز الفريق الأول تجد جماهيره تحتفل وتهنئ بعضها دون إسفاف أو تحقير الفريق الثاني وإساءة لجمهوره.
كانت أيّاماً جميلة وخالدة وحتى إعلام ذاك الزمان يساعد على الألفة والمحبة وإن اختلفوا في الانتماء والتشجيع.
حالياً في زمان كرة القدم المتسارع والمتغير ما هي الأسباب التي أدت للتعصب والكره والحقد بين الإخوة والزملاء والأقارب؟ من أوقد تلك النار الحارقة وجعل الحال يصل لما وصل إليه؟
الحلول عديدة أولها يبدأ من القيادة الرياضية متمثلة بهيئة الرياضة ومشاركة الاتحاد السعودي لتقضي عليه ببساطة عقد اجتماع بكافة رؤساء الأندية السعودية، وإعلان نبذ التعصب وطلب الدور المناط بكل مسئول وبتجرد وصراحة، وعمل دورات وزيارات متبادلة بين مسؤولي تلك الأندية وإحضار متخصصين بمحاضرات تظهر للإعلام ويحضرها جماهير، سواء بمسابقات اجتماعية ورياضية بسيطة، وحبذا دعوة نجوم كرة قدم سابقين من مختلف الأندية ستسهم بالبداية لخلق جو أخوي راقٍ ومتميز.
** ثانياً: الاجتماع بكافة وسائل الإعلام ومقدمي البرامج ورؤساء الأقسام الرياضية بالصحف الورقية والإلكترونية، وحثهم بكل الطرق للبعد عن أي خطوة غير محسوبة تؤدي للتخاصم والتباغض خصوصاً ضيوف تلك البرامج، فقد ساءت الخطابات وظهر السباب والشتم علناً دون حياء أو احترام لمشاهد.
** ثالثاً: تفعيل دور الإعلان المحبب للفوز والخسارة لأي طرف دون التقليل من الآخر، على شاشة عرض خاصة بين الشوطين وقبل بداية كل مباراة للجماهير الحاضرة، لزرع خصلة الخلق الطيب والمحبة بين كل الرياضيين.
** رابعاً: تكليف متخصصين لمتابعة ورصد أي تجاوزات والرفع بها لجهة الاختصاص لنتخلص من هذه (السفاهة)، فقد أرهقتنا في كافة وسائل التواصل الاجتماعي من فيديوهات ومقاطع تسيء أكثر مما تجمع مع الأسف.
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ».
أخيراً ستبدأ بوادر التخلص من التعصب الأعمى تدريجياً وسنجني ثماره مع الوقت، لتعود المحبة والألفة بين جماهيرنا الغالية وداخل منازلنا ومجتمعنا الكبير وإن اختلفت الميول فهذا والله العز والفخر، والله من وراء القصد..
- بدر بن فهد الدهمش
bader330@ تويتر