«الجزيرة» - الاقتصاد:
وقع مدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد) سليمان الحربش، اتفاقية منحة قدرها ثمانمئة ألف دولار مع منظمة كير أوستريا، الفرع النمساوي لمنظمة كير العالمية. وقَّعت الاتفاقية بالنيابة عن الوكالة المتلقية الدكتورة أندريا بارشدورف هاغر، المديرة التنفيذية لكير أوستريا.
وستدعم هذه المنحة، مشروعاً تنفذه كير في قطاع غزة، يهدف إلى دعم الأمن الغذائي في القطاع من خلال تعزيز سبل معيشة صغار المزارعين والأسر الفلسطينيية المشتغلة بالزراعة، وهم إحدى الفئات الأكثر تضرراً من جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي طالت أراضيهم ومصادر رزقهم، فضلاً عن تبعات الحصار والقيود المفروضة على استيراد المواد الضرورية للعمل الزراعي وتصدير المنتجات الزراعية.
ولدى توقيع الاتفاقية، أكَّد الحربش عزم أوفيد على مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة ما يعانيه من تبعات الاحتلال وتعسفه. كما أشار إلى المهمة الميدانية التي قام بها إلى الأراضي الفلسطينية قبل نحو عامين. وذكر أنه وقف خلالها على مدى فداحة معاناة الشعب الفلسطيني، وضرورة تحول المؤسسات المانحة من محض الاستجابة للطوارئ الإنسانية وتقديم الحلول قصيرة الأمد إلى نهجٍ إنمائي يستهدف تعزيز البنية التحتية، وبناء المؤسسات الفلسطينية، وهو ما سيكون عوناً للفلسطينيين على تحقيق مطامحهم الوطنية المشروعة.
من جانبها، ثمنت المديرة التنفيذية لكير أوستريا شراكة المنظمة مع أوفيد، ولا سيما أن هذه المنحة ليست المرة الأولى التي تتعاون فيها المؤسستان، إذ سبقتها مشروعات عديدة في فلسطين كذلك، وفي سوريا، ونبيال، ومالي، وموزمبيق، وأوغندا، وسواها. وأعربت عن تقديرها الكبير للدور الذي يقوم به أوفيد، ولشراكته مع مؤسسات نمساوية من بينها كير أوستريا، لصالح البلدان النامية؛ وهي واحدة من الاعتبارات التي بسببها نال أوفيد، ممثلاً بالحربش، تكريماً استئنائياً من الدولة النمساوية، إذ تمَّ تقليده أثناء ولايته الحالية وسام الشرف الأكبر الفضي ذا الوشاح، من قبل وزير الخارجية النمساوي، ممثلاً للرئيس هاينـز فيشر.
ويُنتظر أن يحقق المشروع أهدافه من خلال فئتين من التدخلات: تسعى أولاهما إلى تحسين الدخل من خلال زيادة الإنتاجية، وهو ما يتطلب توفير جملة من المعدات والمواد. ويتضمن هذا إعادة تأهيل البيوت البلاستيكية، واستصلاح الحقول المفتوحة بتسييجها وحراثتها، فضلاً عن تزويد المزارعين بالأسمدة والأشتال، وإصلاح شبكات الري أو مد خطوط إضافية لها. وأما المكوِّن الثاني للمشروع، فيستهدف ضمان استدامة الأثر الإنمائي للبرنامج بعد إتمام التنفيذ، وذلك من خلال بناء قدرات التعاونيات الزراعية والمنظمات المجتمعية المعنية بهذا القطاع، وهو ما يتضمَّن جلسات تدريبية وتقديم المساعدة التقنية والمشورة المتخصصة.
يُذكر أنَّ، هذا المشروع يجيء في سياق الدعم المتواصل الذي قدمه أوفيد طوال العقود الأربعة الماضية من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ومدينة القدس، بالإضافة إلى قطاع غزة ومخيمات اللجوء في الأراضي المحتلة وفي البلدان المجاورة. وقد موَّل أوفيد ما ينوف عن خمسمئة مشروع وبرنامج في مختلف القطاعات، كالطاقة، والتعليم، والصحة، والمياه، وسواها، إلى جانب تقديم الإغاثة الإنسانية في الأزمات والأحوال الطارئة. ولأوفيد شراكات متينة مع عدد كبير من المنظمات الإنمائية العاملة لصالح الشعب الفلسطيني، ومن بينها وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، وهيئات دولية مستقلة، وعدد كبير من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الفلسطينية كالجامعات والمستشفيات.