سعد بن عبدالقادر القويعي
لا بأس عليك يا عراق التاريخ، فصفعة جديدة على جبينك الجريح تصفعها إيران، بعد أن أصبحت جزءاً من حلم الإمبراطورية الفارسية، وذلك بحسب تأكيدات قيادة نظام خامنئي، وسيطرته، وتحريكه لمفاصل الدولة العراقية، حيث قررت ومن أعلى منصب سياسي لها في دولة العراق، أن تجعل بغداد أرضا مستباحة لها -أمنياً ومخابراتياً-؛ لأنها هي من تتحكم في القرار -السياسي والعسكري- عن طريق قوات الحرس الثوري داخل العراق.
الخطوة الإيرانية لها مدلولات أبعد من مجرد العمل الدبلوماسي، فتعيين مسجدي خلفا -لسفيرها الحالي- حسن دانائي فر، جاء نتيجة خبرته العسكرية، وعلاقاته مع الفصائل المقاتلة في العراق، وسوريا، إذ له رأي يطاع في توجيه هؤلاء القادة، وهو ما أنتج وجوداً قوياً للمليشيات في البلاد، والتي ستلقي بآثارها على نوعية علاقاته داخل العراق، في وقت تستعد فيه المنطقة لدخول وضع جديد، في مرحلة ما بعد داعش، والسعي لتغيرات ديموغرافية ستشمل سوريا، وتنتهي على سواحل البحر الأبيض عبر ميليشياته في لبنان المسماة حزب الله.
تشير التقارير الاستخباراتية إلى أن الحرس الثوري يعتبر السفارة الإيرانية في بغداد ذات أهمية إستراتيجية، ضمن الدول التي تخضع للنفوذ الإيراني، فجميع سفرائها من منتسبي الحرس الثوري -منذ سقوط النظام العراقي السابق في 2003-، حيث يتقاسم الحرس الثوري الإيراني، ووزارة الخارجية، والاستخبارات، تعيين سفراء طهران، ويعتبر الحرس أن سفراء إيران في العراق، ولبنان، وسوريا، واليمن من حصته؛ نظراً لدوره في إدارة التدخلات الإيرانية في هذه الدول، -وبالتالي - فإن تعيين -العميد- مسجدي سفيراً لطهران في العراق، جاء بناء على توافق بين -الجنرال- قاسم سليماني -قائد فيلق القدس والجناح العسكري الخارجي للحرس الثوري الإيراني-، -ووزير الخارجية- محمد جواد ظريف. كما يتطلع الحرس الثوري إلى تعزيز وجوده في العراق من بوابة الاقتصاد، بعد أن استثمر ألف مليار تومان إيراني في العراق؛ كون مشروعات الحرس الثوري متمركزة في -مدينة- النجف، -إضافة- إلى ما كشفته وسائل إعلام إيرانية في وقت سابق عن 30 مشروعاً، تتجاوز قيمتها ألفي مليار تومان إيراني.
في تقرير عن سلوك إيران بعد الاتفاق النووي، أثار أمين عام الأمم المتحدة مسألة زيارات قيادات إيرانية إرهابية إلى العراق، معتبراً ذلك انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة التي تحظر سفر قيادات «فيلق القدس» المدرج على لائحة العقوبات الدولية؛ بسبب دعم الإرهاب. وهو -من وجهة نظري- لا يعدو أن يكون استبدالاً لإرهاب داعش بإرهاب الميليشيات الطائفية التي تديرها في الفلوجة، والموصل، وغيرهما من المدن العراقية؛ من أجل تطهير عرقي ضد القبائل العربية السنة، وذلك من قبل الميليشيات الطائفية التي تدعمها إيران.
للمرة الأولى تختار طهران شخصية بهذا المستوى -العسكري والأمني- لسفارتها في العراق، حيث يمثل الإرهابي مسجدي بخلفيته الطائفية البغيضة عنصر شر، وعدوان بالغ على وحدة العراق. كما تمثل تصريحاته العديد مما هو موجود داخل الرجل من أفكار سوداوية، ورؤاه الإرهابية، والدموية، وهو ما وصفه وزير شئون الخليج بوزارة الخارجية السعودية -السفير السعودي السابق لدى العراق- ثامر السبهان، بأن العميد إيراج مسجدي السفير الإيراني الجديد الذي تم تعيينه في بغداد بـ»مجرم حرب، ومطلوب دولياً» ؛ كونه متورطاً في العديد من الجرائم الإنسانية، وقائداً رئيساً في فيلق القدس المدرج على قوائم الإرهاب الدولي، بل إن تعينه -اليوم- ينذر بحدوث تقلبات أمنية عاصفة ستطيح بوحدة العراق، وستدخله في دوامات أعنف من التي هو موجود فيها.