سعيد الدحية الزهراني
قلت في ظل سابق: من أراد أن يصنع الفرق فلن يعدم الوسيلة.. كنت أكتب بعد أن ضرب الضجر الأجيال والمجالات حين انتصبت قامة الفاشلين أمام الحلم والصدق.. شاهرين سيفهم البليد الهزيل المتشح بشماعة شحّ المال الثقافي.. ليواروا سوأة خمولهم حين مضت الأعوام والعقود وهم يطوون كتاب الثقافة والوطن بماء انتهازيتهم المهين دون أن يُنتجوا خصب الحقول والعقول..
استعيد هذا النبض المتحسر على البلاد والعباد لأهزمه هذه المرة بالدكتور ظافر الشهري رئيس نادي الأحساء الأدبي والشاعر أحمد الملا رئيس فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام.. وقامة الفرح تستطيل (بعدد قليل) غيرهما على امتداد خريطة الوطن.. هما الآن يحضران كبارقتي وطن من ثقافة صادقة مخلصة ونبيلة.. تُلحّ في هذه الفترة ونحن نستقبل أواخر هذا الأسبوع بهجة تدشين مقر نادي الأحساء الأدبي الجديد.. هذا الصرح الذي استطاع الدكتور ظافر الشهري المثقف الشفاف المتصالح مع وعيه وقيمه وإِنسانيته.. أن يجلب لملاءته المالية أكثر من 10 ملايين ريال دعمًا وتبرعًا من رجال أعمال وطنيين مخلصين حتى أتم كافة مستلزمات النادي وما يزال الوفر المالي لدى خزانة النادي في أتم صحة وعافية..
أما أحمد الملا المهموم بالفن وبالجمال فقال لشبابنا وشاباتنا: لكم في جمعية الثقافة والفنون سماءُ الشمس.. هات أعيُنُكم التي تُطِلون من حواجبها على أرواحكم.. سنصنع بكم ولكم أدب المرئي من وهج ووجدان ووجع.. فكان مهرجان أفلام السعودية.. الذي يعد بالفعل نواة جادة قاومت تصحّر الأشياء بمفردها.. وسنجني جميعًا مطر الماء من سقيا ما بذرت يا أحمد.. ناهيك عن التفرّد الواعي والخلاّق فيما يقدمه الفرع من فعاليات ومناشط ثقافية وفنية مميزة تفكيرًا وطريقة وأداءً..
أتحدث بصورة مباشرة عن الشهري والملا.. بوصفهما قائدين بهما يستقيم الحال أو يحيد.. مع التسليم واليقين بإسهامات العاملين معهما من صناع الفرح المجهولين.. لهم جميعًا وللقائدَين العزيزَين امتنان الشكر.. وكم تمنيت أن أراهما في مواقع القيادة العامة.. على الأقل لتعم البهجة بدلاً من أن تعم شماعة شح المال الثقافي وسياسة التقشف!