رحل محمد العلي السويلم - رحمه الله - عن مجالس الناس وعلى وجه أخص بمحافظته البكيرية، ولم ترحل محاسنه التي كانت تذكرها مجالس الناس في حياته، وذكرتها أكثر بعد مماته (اذكروا محاسن موتاكم)، رجل وهبه الله الوجاهة والمال فسخّرها لنفسه بالإحسان إلى الناس، كفّ الأذى عن الطريق صدقة، فكيف بمن جعل طريقاً سهّل ويسّر على مرتاديه المرور إلى أطهر بقعة على وجه الأرض مكة المكرمة حيث بيت الله الحرام، فكم من حاج ومعتمر من بلاد المعمورة سار على متن طريق محمد العلي السويلم، لا يعرف شيئاً عن الطريق ولا مُشيِّده ولكن لا تخفى على الله خافية، وكم أُسرة نشأت وخلفت أفادت من برنامج إقراض المقبلين على الزواج اللّبنة الأولى التي نشأت عنها مؤسسة محمد العلي السويلم الخيرية، التي كوّنت شراكة نافعة مدت يدها الفاعلة فانتفع بها جهات لا تُحد وأناس لا تُعد أسراً وأفراداً، فكم سدّت من حاجة، ولبّت من استغاثة مستغيث، وكفّت محتاجاً حاجته بلا منّة ولا استكثار.
محمد العلي السويلم رجل مجتمع بل مجتمع في رجل، تكاملت فيه لا أقول سمات أهل الإحسان بل أفعالهم، لم أسمع بأحد قصده لحاجة تستهدف نفع المجتمع وأهله، أنه خرج من عنده بخيبة أمل، فهو:
رجل بذل
رجل عطاء
رجل وفاء
رجل وطن
وكم تفخر الأوطان بمثل محمد العلي السويلم، لا أقول ذلك نسج خيال، أو تجميلاً لمقال، فمسارعة أمراء المنطقة لحضور المناسبات التي تمس الشيخ مباشرة، تجسيد حقيقي لمنزلته ومكانته، وأي حظوة كان يجدها منهم.
محمد العلي السويلم لم يحسن لأحد ببذله وعطائه وجوده، إنما إحسانه إحسان لنفسه {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ}.
عبدالله بن ناصر المحمد الخزيِّم - مدير المركز الإعلامي بمؤسسة محمد العلي السويلم الخيرية