ترك صلاة الفجر عمدًا
* رجل يصلي جميع الصلوات المفروضة إلا الفجر يتركه عمدًا - حسب كلامه - ، فما حكم تركه لصلاة الفجر؟
- الذي يتعمد ترك الصلاة كلام أهل العلم في ذلك معروف، أما إذا أنكر وجوبها كفر إجماعًا، وإذا تركها متعمدًا فـ «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» [الترمذي: 2621] «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة» [مسلم: 82]، فترك الصلاة أمر خطير جدًا، ولو ترك فرضًا واحدًا كالفجر مثلاً دخل في هذه النصوص، وعليه أن يتقي الله؛ لأن الأمر ليس بالسهل، أمر عظيم وقد يموت بعد تركه هذا الفرض فيُختم له بذلك، فهو على خطر عظيم جدًا، وإذا كتب له زيادة في العمر وصلى بعدها صلوات فإذا صلى فهو مسلم حكمًا بلا شك عند أهل العلم، والإِنسان على ما يُختم له به، لكن إذا ترك ومات على هذا الترك ولو فَرْضًا واحدًا فأمره خطير، ومن أهل العلم من يكفره بفرض واحد، والنص «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر»، فالأمر ليس بالسهل، فعليه أن يتقي الله - جل وعلا - ويحرص على إبراء ذمته من هذه الفريضة العظيمة التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وبعض العلماء من علماء المغرب في القرن السابع يقول: (إن خلاف العلماء في حكم تارك الصلاة أشبه ما يكون بالافتراضي)، يعني لا حقيقة له؛ لأنه لا يتصوّر أن مسلمًا يترك الصلاة، كأنه يقول: إن قول العلماء: هل يكفر أو لا يكفر تارك الصلاة؟ هذا الخلاف مبني على أمر مستحيل، فالمسألة افتراضية كما إذا قالوا: توفي فلان عن ألف جدة، فهل يمكن أن يتوفى عن ألف جدة؟! لكنه من باب تمرين الطلاب على قسمة التركات، فقول هذا المغربي مثله، فكيف لو رأى ما نعيشه الآن في بيوت المسلمين من جمع كبير يترك الصلاة وينام عنها من رجال ونساء صغار وكبار؟! نسأل الله - جل وعلا - أن يرد الجميع ردًا جميلاً، وأن يعيدهم إلى حظيرة الالتزام والتمسك بدينه والخوف منه والخشية، والله المستعان.
عبد الكريم الخضير - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء