«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
نعيش في السنوات الأخيرة على مستوى الإعلام الرياضي مرحلة خطيرة جدًا تشعرنا بأننا أمام جهة لا أحد مسؤول عنها في هذا البلد، فما يُقال في البرامج المتخصصة في الرياضة، وما يُكتب على صفحات بعض الجرائد ومواقع الإنترنت لا يمكن وصفه، ولا أظن بأن هنالك مسؤولاً كبيرًا يتابع ما يحدث، وإلا لتغير هذا النهج الذي انتقده الأغلبية، حتى وزارة الإعلام التي يعتبرها الكثيرون بأنها المسؤولة عن الإعلام الرياضي نعتقد بأنها لا تتابع الوسط الإعلامي الرياضي، وإن كانت تتابع وتلتزم الصمت فالمصيبة هنا أعظم من كونها لا تتابع..!
وسطنا الإعلامي الرياضي السعودي لا يعترف في الفترة الأخيرة بحدود الحرية، وأن هنالك خطوطًا حمراء يجب ألا تُمس، والاقتراب منها لن يخدم الحرية نفسها، ولم يفد أحدًا، ولكن بعض الإعلام الرياضي يعتقد بأنه متى تجاوز تلك الخطوط فقد نال حريته التي يعتقد بأنها يجب أن تظهر ليقول للجميع أنا شجاع...! والشجاعة بمفهومها هي التطاول والتجاوز بعبارات لا يمكن لإنسان عاقل أن يتجرأ عليها، وهذه ليست من الشجاعة في شيء، بقدر ما هي عنتريات ستنتهي مع بداية رفع قضية عليه في المحاكم...!
لقد بلي الوسط الإعلامي الرياضي بأناس لا هم لها إلا زرع الفتن، وتلقف الشائعات، ومحاولة تحويرها لتصبح حقائق في أعين المغفلين، وكل ذلك يحصل بعيدًا عن المهنية والاستقلالية، وهذا الأمر فيه خطورة بالغة جدًا وقد تؤثر على الوطن في المستقبل البعيد، فتعليم الأجيال الناشئة طريقة الحرية بهذا الشكل المغلوط، وتنشأتهم على تصديق الشائعات ومحاولة تحويرها أمر لا يمكن قبوله، وإن نشأ الجيل الحالي عليها فتلك مصيبة..!
إن الأمر في الإعلام الرياضي السعودي تجاوز كافة الحدود والأعراف والمهنية، وأصبحنا نرى تجاوزات غير مقبولة على بعض المسؤولين الذين وثقت فيهم الدولة، ناهيك عن التجاوزات اليومية على رؤساء الأندية ومن يخدم وطنه من خلال الرياضة، وأصبحنا نرى ونسمع كلامًا لا يمكن القبول به، ولو أن الأمر كان انتقادًا لما تحدث عنه أحد، ولكن الأمر تجاوز حدود الأدب واللباقة، وأصبح يُكتب ويُقال ما يستحي الإنسان المحترم من كتابته أو قوله.
تطاول.. شتم.. سخرية.. كذب.. كل هذه تُكتب وتقال بحق من وثقت فيهم الدولة من المسؤولين..! والغريب أن من يتجاوز بتلك العبارات لا يجد من يحاسبه أو يردعه، وهذا جعلهم يزيدون في تجاوزاتهم ظنًا منهم بأنهم لم يتجاوزوا حدود الحرية..!
بقي أن نقول: لقد تعب العقلاء في الوسط الرياضي من مناشدة وزارة الإعلام لإيقاف الإعلام المتجاوز، وفي كل مرة يتكرر الحديث عن الإعلام يتم مناشدة الوزارة، ولكن لا حياة لمن تنادي، فوزارة الإعلام إما أنها غائبة أو أنها مغيبة، وفي كلا الحالتين ابتعادها بهذه الطريقة أضر بالإعلام الرياضي، والضرر هنا لن يقتصر عليه فقط، بل إن الضرر قد يتجاوز ليصل لأمور لا أحد يتوقعها، فالإعلام الرياضي مؤثر بشكل كبير، والشريحة التي تتابعه كبيرة جدًا، ومن هنا سيكون الضرر أكبر وأشمل.
نحن اليوم نتمنى تحرك وزارة الإعلام، فما وصل إليه مستوى الطرح في الإعلام الرياضي مخجل، والتجاوزات وصلت مرحلة خطيرة جدًا، وينبغي أن تعي ذلك وزارة الإعلام لتتحرك بإيجابية، أما إن اكتفت بالمتابعة عن بُعد، فيجب أن تتدخل وزارة الداخلية، فنحن قد وصلنا لمرحلة يجب أن يتوقف فيها جميع المتجاوزين، وإبلاغهم بأن للحرية حدودًا، وللأشخاص كرامات، وللوطن حقًا.