وفقاً لمحليات الجزيرة بتاريخ 17-2-1438 هـ، فقد بحث مدير شرطة حائل مع مدير فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ظاهرة التسول وسبل إيجاد الحلول المناسبة للقضاء على هذه الظاهرة .. الخ
وليت المسئولين في كل منطقة يهتمون بالبحث عن الحلول المناسية للقضاء على هذه الظاهرة، التي تكثر الشكوى من انتشارها في كافة المدن والمحافظات، وكل الذي تقوم به مكاتب المكافحة القليلة التابعة للوزارة حتى الآن، هو مطاردة المتسولين ومنعهم من التسول، وهي طريقة غير صحيحة وغير عملية، لأنّ من المتسولين من هم في حاجة إلى التسول ما قد يضطر البعض إلى ما هو أسوأ من هذه العادة السيئة، وهو السرقة أو غيرها من الممارسات غير المشروعة، أما الطريقة الصحيحة فتتحقق بتوفير مكاتب مكافحة متخصصة في كافة المدن والمحافظات، تتولى دراسة أحوال المتسولين واتخاذ اللازم في ضوء ما تسفر عنه الدراسة، والتي لعلها تسفر عن :
- وجود متسولين سعوديين غير محتاجين للتسول، وهؤلاء هم الذين ينبغي منعهم واتخاذ الإجراءات الكفيلة بجعلهم يقلعون عن هذه العادة السيئة .
- وجود متسولين سعوديين محتاجين كلياً أو جزئياً إلى التسول، وهم نوعان النوع الأول غير القادرين على العمل، وهؤلاء يمكن تحويلهم بصفة دائمة إلى الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية، والنوع الآخر القادرون على العمل، وهؤلاء يمكن تحويلهم مؤقتاً إلى الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية، إلى حين توفير فرص عمل مناسبة لهم، وخاصة النساء اللاتي يوجد لهن فرص عمل في المنازل، ولكنهن يؤثرن التسول لأنه أكثر راحة وأكثر من حيث المردود المالي .
- من بين المتسولين يوجد أعداد كبيرة من الوافدين وهؤلاء يلزم كفلاؤهم بالتنسيق مع مستقدميهم، لتوفير احتياجاتهم المعيشية أو تسفيرهم ولا تنتهي مهمة المكاتب عند معالجة أحوال المتسولين الحاليين، لأنّ التسول حالة متجددة، فكلما تمت معالجة حالات تسول معينه نزل إلى السوق متسولون جدد.
بقي أن أطلب من الجميع وأخص الكتّاب الرفق بالمتسولين وعدم التبرم منهم أو تحريض المسئولين عليهم ، بدعوى أنهم يشوهون سمعة البلد، فالمتسولون موجودون حتى في الدول الغنية والمتحضرة، ولكن الفرق في أسلوب التسول ، وها هو شاعر المهجر إيليا أبو ماضي يلوم المتكبرين على المتسولين والمسحوقين ويقول على لسانهم:
يا أخي لا تمل بوجهك عني
ما أنا فحمة ولا أنت فرقد
النجوم التي تراها أراها
حينما تختفي وحينما تتوقد
داعيا الله أن يرزق جميع المتسولين ويغنيهم عن هذه العادة المذمومة، وأن يشملهم بما ننعم به جميعاً من أمن ورخاء، تحت مظلة دولتنا الرشيدة بقيادة الأسرة الحاكمة الكريمة رعاهم الله.
** ** **
- محمد الحزاب الغفيلي