في ذلك اليوم الموافق الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل سنة، تحتفي اللغة الخالدة، لغة الضاد بيومها العالمي، ونحن هنا لا نتحدث عن أي لغة، بل عن لغة مقدَّسة؛ لغة نزل بها كتابٌ مبارك، وقرآن يُتلى، نشرُفُ أن يكون دستورنا ومنهاجنا في هذه البلاد. يتزامن هذا اليوم مع إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها بإدخال اللغة العربية ضمن اللغة الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، ولا أخال هذا القرار التأريخي إلا قرارًا حتميًا مُستكفىً به، ولا مندوحة عنه، بل من الطبيعي أن تكون هذه اللغة لغة رسمية؛ فهي اللغة الأكثر انتشارًا في العالم.
وفي هذا اليوم من العام الحالي، احتفت كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بذلك اليوم برعاية معالي مديرها ورُبَّانها عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل، وبحضور رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك؛ الذي ألقى محاضرة قيِّمة بعنوان: (دور صحيفة الجزيرة في خدمة اللغة العربية)، ولا أرغب الخوض في غمار هذا الدور الريادي الذي تقوم به الصحيفة بوفائها في هذا المجال، فلن يزدد حديثي عنها إلا استجراحًا، وبحضور عميدها الدكتور محمد الفيصل، الفتى الشاب الذي يُبهرك بدماثة خلقه، وكريم تعامله.
وهنا أطرح مقترحًا قد يجد مساحة من الأهمية، فبينما نعتادُ سنويًا على الاحتفاء بهذا اليوم العالمي، لِمَ لا تطرح هذه الجامعة العريقة يومًا مخصصًا لمراجعة اللغة العربية وسلامتها، يُطلق عليه: (يوم التصحيح اللغوي)، وقد يتبنى مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية ذلك، على غرار (شهر اللغة العربية)، فما أحوجنا هذه الأيام للمراجعة والتصحيح، بعد أن أصيبت لغتنا العربية في مقتل لغوي، ورَزَأها اللحن، واعتراها الرَّزَح، ومع الأسف ترى ذلك على مستوى المخاطبات الرسمية والمكاتبات الحكومية كالشمس في رابعة النهار، حتى أضحى الشاذُّ فيها من القول أصوبه، والصحيحُ أغربه، ولعلنا نتدارك ذلك قبل أن تتبرأ منا اللغة، وينطبق علينا قول: «أهلكتهم العُجمة».