«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
تبذل مختلف دول العالم جهوداً طيبة حول تنمية بلادها في مختلف المجالات مع تحديث وتطوير أدائها الزراعي والصناعي في محاولة للوصول بإنتاجها إلى المستوى الأفضل وحتى تستطيع منافسة المنتج الذي يرد إليها من الخارج لذلك تبذل دول عديدة أقصى ما تستطيع في تضييق الفجوة مابين منتجها المحلي وبين المنتج الأجنبي. وما يقال عن هذه الدول أو تلك يقال أيضا عن إنتاجنا السعودي الذي يشرفنا دائما عندما نراه يباع في أسواقنا المحلية أو حتى الخليجية والعربية. لذلك تتسابق الدول في العالم في تقديم منتجها الصناعي أو الزراعي بالصورة المثالية التي تتميز بالجودة والتي هي عادة تخضع للعديد من المعايير الفنية حسب المواصفات والشروط العالمية التي اتفقت عليها مختلف الدول خصوصا المنظمات والهيئات التي تعنى بما يطرح للإنسان. أكان مادة غذائية أم جهازا للاستهلاك.. ولاشك إن بلادنا ومن خلال اهتمام مختلف الوزارات المعنية بهذا الشأن تسعى بجدية إلى التحديث والتطوير بين فترة وأخرى عبر تخطيط نموذجي للمنتج السعودي.. الذي والحق يقال شهد في العقود الماضية تطورا لافتا ومتميزا. جعل دولاً خليجية وعربية وحتى إسلامية تسعى إلى استيراده وفتح أسواقها الواسعة له.
ومع أنني لست خبيرا في مجال الصناعة أو التجارة أو حتى الزراعة حتى أحكم على المنتج المتميز من غيره. ولكن يستطيع كل مواطن ومواطنه وحتى بعض الأطفال التمييز بين المنتج المثالي لذلك تجده عندما يدخل أحد الأسواق الكبرى أو المولات أو حتى مركزا تموينيا في أحد الأحياء. تجده يتجه إلى منتج لشركة معينة على الرغم من وجود نفس المنتج للعديد من الشركات الوطنية. وبحكم تجربتي مع احد أنواع ( الصامولي ) خبز الساندويتش ومنذ عقود كنت أفضل شراءه لي ولأسرتي. لما انفرد به من طعم وليونة ولمناسبته لعمل مختلف « الساندويتشات « ولكن وقبل سنوات قليلة لاحظت تغيرا كبيرا في طعمه وحتى ليونته فسرعان ما يتفتت عندما تفتحه بالسكين.؟! لوضع حشوتك المفضلة..؟ لماذا تغير هذا المنتج ؟ ولماذا باتت يتفتت وبالتالي هرب المئات من إقبالهم عليه واستبدلوه بغيره من المنتجات التي نافسته بشدة بل وبحدة قوية. هل يا ترى استكانت الشركة المنتجة لسمعتها السابقة التي حققتها في البدايات قبل عقود. وقالت لنفسها خلاص المستهلك تعود على منتجنا فلا ضرورة للتجديد أو حتى المحافظة على المستوى السابق.. والمعروف اقتصاديا وتجاريا بل وفي كل مجال إن لم يضع المنتج أمامه خطة تطويرية دائمة ومتجددة وأن يسعى إلى المحافظة على منتجه وسمعته فسوف يفقد بصراحة كافة عملائه بدون تردد.. فالإنتاج المثالي في كافة المجالات لها طابع الديناميكية أي الحركة والتغيير في أساليب الإنتاج والأداء بعيدا عن الركون والبيروقراطية التي قد تحول دون الاهتمام بالتطوير.
فالمنتج المثالي يحتاج دائما إلى مواكبة العصر وتلمس ما يحتاجه المستهلك. طوال عقود لم أجد شركة أو مصنعاً طرح استبيانا للمستهلكين لمعرفة آرائهم فيما ينتجونه من مواد غذائية أو استهلاكية. إن ديناميكية الإنتاج المثالي يعتمد على الأداء المحترف للبحوث والتطوير مع الاستثمار البشري الجيد داخل المصانع والمخابز وشركات الإنتاج.. وفي النهاية فإن النجاح في عمليات تسويق المنتج السعودي لا يأتي جزافا وإنما يكون نتيجة للبذل والعطاء والتطوير وتلمس احتياجات وأذواق المواطنين والمقيمين وتحمل عبء تطوير كل ما ننتجه ونطرحه في أسواقنا حتى نصل بهذا الإنتاج للجميع في الداخل والخارج.. فهل نفعل.. نأمل ذلك.؟!