فهد بن جليد
بعيداً عن الشق التجاري والإعلاني لمُبادرة (تحدي المليار خطوة) والذي يستهدف كافة شرائح المجتمع السعودي بشكل جماعي مغرب هذا اليوم في ممشى الملك عبدالله بالرياض، أعتقد أن مثل هذه المبادرات تنعكس على سلامة وصحة المجتمع، وتشجع على الحركة البدنية ومُحاربة السمنة المنتشرة بيننا بشكل كبير، بما يتوافق ويتماشى مع رؤية المملكة 2030 لتشجيع المجتمع على نمط حياة صحي، للوقاية من الأمراض وإطالة متوسط الأعمار بأمر الله.
جميل أن يتحول المجتمع كله في الفترة المقبلة إلى ما يُشبه الآلة الحاسبة) في جمع الخطوات أثناء مُمارسة المشي، من أجل تحقيق الهدف من هذه المُبادرة، ومن خلال تطبيق خاص توفره (الجهات الخاصة المُنظمة) لهذا الحدث في المناطق الرئيسة في المملكة، بينما يمكن لكل مواطن المُشاركة فيه من أي موقع داخل السعودية، والهدف هو أن يتجاوز السعوديون رقم (المليار خطوة) من خلال هذا التطبيق، وهو ما يُعادل المسافة بين الأرض والقمر ذهاباً وإياباً، لمحو الصورة النمطية التي تحاول بعض الدراسات تكريسها عن السعودي بأنه (كسول) محب للراحة والاسترخاء، ولا يتحرك كثيراً بقدميه، ويعتمد على السيارة والرفاهية في تنقلاته، ويفضل خدمة (توصيل الطلبات) عن الذهاب لاستلامها، وهو ما سبب انتشار السمنة والأمراض، بينما بإمكاننا أن نُغير مثل هذه الصورة، ونستفيد بالفعل في تغيير نمط حياتنا ليُصبح صحياً، عبر نشر فكر ومفهوم المشي، ومعرفة السعرات الحرارية التي سيتم إحراقها كل مسافة، وكيف ستعود بالفائدة على جسمك وصحتك، وهذه هي الخطوة الأهم.
فكرة وجود تطبيق هاتفي يجمع فيه المجتمع السعودي (خطواته) بشكل جماعي، فكرة مُحفزة وجميلة، وإن كانت ذكية للترويج للجهات الخاصة المُطبقة للمشروع، ولكن هذا حقها في النهاية لأنها تحاول مُساعدة المجتمع على تغيير سلوكه، وهي من بادرت لإطلاق مثل هذه الفكرة، وكنت أتمنى أن تكون هيئة الرياضة أو الأندية الرياضية، ووزارة الصحة وغيرها من الجهات المسؤولة عن مثل هذه الأنشطة هي المنظمة للحدث، وتقوم برعايته أكثر من جهة من القطاع الخاص، بدل أن يكون حضور هذه المؤسسات الحكومية شرفياً..!.
لك أن تتخيل حجم الفوائد الصحية التي ستنعكس على مجتمع يتحول أفراده إلى منافسين لبعضهم من أجل كسر رقم التحدي في المشي، وتغيير النمط والسلوك والصورة الخاطئة، وبالتالي حماية (أنفسنا وأجيالنا) من السمنة وخطرها.
وعلى دروب الخير نلتقي.