قبل أن نقود عملية التغيير في حياتنا لا بد أن نعترف بوجود مشكلات في حياتنا، وأننا بحاجة ماسة للتغيير. والإنسان كلما زاد علمه، وعظم وعيه، زادت قدرته على فَهم واقعه، والوقوف على أخطائه، وأدرك أهمية التغيير وإمكانيته ومكاسبه.. يقول ج بايرون: «من الخطأ أن تعتقد أنك وُلدت بشخصية معينة لا سبيل لتغييرها؛ فأنت في تغيير كل يوم». وتذكر أن الذين لا يستطيعون التغيير هم سكان القبور والمجانين فقط!
2 - اسأل نفسك عن ثمن عدم التغيير؛ فلو كنت لا تقرأ فستظل شخصًا بسيطًا، لا قيمة له ولا أثر، وإذا كنت سريع الغضب فثمن عدم التغيير ربما الوفاة بأزمة قلبية أو الإصابة بالقولون، وخسارتك مَن حولك.. كن جريئًا، وأخبر نفسك بتبعات البقاء على الوضع الحالي، وخسائرك حال عدم التغيير.
3 - معادلة النجاح تتكون من قرار قوي، وانضباط لا يقبل الاستثناءات, ولا مفر من تحمُّل ألم بدايات وعناء عبور الجسر، ووخز الشوك، ولسعات النحل.. ثم اهنأ بعدها واستمتع بمرحلة جديدة في حياتك، وتذكر أن التغيير نحو الأحسن ولو كان بطيئًا أفضل من الحال السيئة التي أنت عليها.
4 - كن شجاعًا وابدأ، وستجد دعمًا ومكافأة من داخلك؛ إذ سيبدأ جسمك بإفراز هرمون يضخ في مجرى الدم اسمه (الدوبامين)، الذي يعطي المزيد من مشاعر السعادة والإحساس بالراحة.. وإذا كان الأمر يتعلق بموقف تخشاه، كالحديث أمام الآخرين، فبمجرد أن تشرع بالحديث ستجد أن مشاعر الرضا والثقة قد عظمت، وهذا بفضل إفراز هرمون (الابينفرين) المحفز.
5 - إن الذين يعتذرون بالوقت أو عدم مناسبة الأيام الحالية، ويعمدون للتأجيل والتسويف، هم في الحقيقة لا يريدون أن يتغيروا, ويمارسون حيلاً نفسية، يخدعون بها أنفسهم! فما دمت حرًّا طليقًا وصحيحًا معافى فأنت تصنع خياراتك بنفسك.. فلو استقطعت عشر دقائق من يومك فقط وخصصتها لأجل التغيير الجديد ستكون قد اقتنصت أكثر من 60 ساعة سنويًّا، وهي كافية لصناعة فارق كبير في حياتك. وتذكر أن أفضل وقت للتغيير هو بعد انتهائك من قراءة المقال.
6 - أحط نفسك بمجموعة إيجابية، وتأمل في أوضاع من حولك، وصنفهم، وابتعد عن السلبيين ما أمكن، وتواصل مع الإيجابيين، واقترب منهم، وأخبرهم بقراراتك وبالتغيير الذي يطرأ في حياتك؛ فهم قوة دافعة لك في رحلة التغيير.
7 - ابحث عن الناجحين في المجالات التي تهواها فيمن حولك، واسألهم التوجيه والنصح، واصنع ما صنعوا مختصرًا المسافات، ومستفيدًا من تجاربهم.
8 - احذر الناقد (المرض الداخلي) الذي ما يفتأ يذكرك بتجارب الماضي وسقطاته، وكيف أنك جربت ولم تنجح، محاولاً إعاقتك عن المحاولة؛ فدعه، ولا تلتفت إليه؛ فأغلب الناجحين في الحياة يقينًا قد مروا بمحطات إخفاق، وما زادهم ذلك إلا ثباتًا وصلابة.
9 - قد تجد هذا التوجيه غريبًا، ولكنه مجرَّب، ونتائجه مبهرة.. جرِّب أن تكافئ نفسك بعد أي تقدم والتزام؛ فالنفس تزداد قوتها، وتتعاظم قدرتها بأسلوب المكافأة. واعد نفسك برحلة أو بجهاز أو بوجبة ستجد نفسك أكثر صبرًا وأقوى عزيمة.
10 - رحلة التغيير عرضة وبقوة للنكوص والارتداد؛ فلا تبتئس؛ فإن حدث وفاتك أحد مواعيد التمارين، أو تساهلت في أكل قطعة الشوكولاته، فلا تثريب، ولكن إياك أن تقول: «انتهى كل شيء»، أو «أنا فاشل»، وتعود حيث كنت! فلا يفتك موعد الغد، واحذر أن تتبع قطعة الشوكولاته بأختها؛ فهذا ما يطلق عليه علماء النفس اسم (تأثير انتهاك قرار الامتناع)، وهو يعود إلى أسلوب الكل أو لا شيء (الرديء) في التعامل مع الأحداث والأشخاص.
11 - ثم بعد ذلك حدِّد وضعك الحالي في جميع جوانب حياتك (الروحية والاجتماعية والمهنية والفكرية والمالية والصحية)، واكتب مكاسبك إذا تغيرت وتحسنت أوضاعك، وانطلق واسأل نفسك: ما الخطوات الصغيرة التي تقربني من هدفي، كأن تقول: ما الخطوة الصغيرة التي لو عملتها الآن ستقربني من ربي، أو تزيد من ثقافتي.
12 - الآن انظر إلى ما حولك، وتأمل في إمكانياتك، وستجد أنك قادر على إجراء تحسينات كبرى في حياتك بخطوات صغيرة.. يقول رجاء النقاش: «إن الطريق الصحيح الذي يقودنا إلى نبع الحياة الحلو وسحرها الدافئ هو أن يقول الإنسان لنفسه: إن الخطة المثلى هي أن أعمل الواجب القريب مني».