حريملاء - أحمد المزيعل:
تُعتبر اللجنة الأهلية في محافظة حريملاء مثالاً لدور الأهالي في دعم جهود الدولة لتحقيق التنمية الشاملة في المحافظات، وقد تكونت اللجنة الأهلية في سنة 1406هـ بموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حينما كان أمير منطقة الرياض آنذاك، حيث قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أطال الله في عمره - وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز -يرحمه الله- كل دعم وتشجيع لهذه اللجنة، لكي تؤدي الأهداف التي تأسست من أجلها، وهي لا تزال تجد كل عون ومؤازرة من إمارة منطقة الرياض، والمسؤولين فيها، وعلى رأسهم سمو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز -حفظه الله-.
وتهدف اللجنة التي تضم مجموعة من أهالي محافظة حريملاء المتطوعين للخدمة العامة إلى متابعة مشروعات التنمية وتمثيل الأهالي في جميع اللجان المعنية بواقع الحياة في المحافظة ونقل وجهة نظر الأهالي في جميع اللقاءات والاجتماعات الرسمية.
ونظراً لتعدد مساهمات اللجنة واتصالاتها ومشروعاتها فستتم الإشارة إلى أول مشروع وآخر مشروع للجنة.. ومشروعها الأول «التعاون» وهو مشروع (قصر الجماعة) الذي يُجسّد التعاون بين الدولة والأهالي وفكرته جاءت من الإرث الحضاري لأبناء حريملاء، فقد كانت هناك منذ حوالي 100 عام ما يُسمى «قهوة الجماعة» التي تعكس قيم أهل حريملاء في التكافل، والكرم، والبذل، وكانت منزلاً لطلاب العلم وغيرهم من القادمين إلى حريملاء، حيث كان الأهالي يتكفلون بتأمين الطعام والشراب، وغير ذلك من لوازم الضيافة لهم. وكانت إعادة هذا الإرث بتعاون فريد بين الدولة والأهالي حيث قُدمت أرض حكومية وتبرع الأهالي بتكلفة البناء التي بلغت حوالي سبعة ملايين ريال ويحقق القصر الأهداف التالية:
- إيجاد مكان مناسب لإقامة الاحتفالات الرسمية من أعياد، وزيارات رسمية، وغيرها.
- التيسير على أهالي حريملاء بإقامة حفلات الزواج في هذا القصر؛ مما يشجع الشباب على الزواج، وخصوصاً أن أجرة هذا القصر رمزية، مما يخفف على من كانوا يعانون من ارتفاع إيجار القاعات المناسبة للاحتفالات أو على من كانوا يضطرون إلى إقامتها في منازلهم على ضيقها، أو في أماكن مفتوحة معرضة لظروف الطقس وتقلباته.
- إيجاد مكان لكبار السن لقضاء بعض الوقت مع أقرانهم في جو اجتماعي مريح.
أما المشروع الأخير فهو (جائزة حريملاء للتفوق) والتي دشَّنها صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز حينما كان أميراً لمنطقة الرياض وأثناء زيارته لمحافظة حريملاء، وذلك انسجامًا مع سياسة الدولة في تشجيع التفوق في المجالات العلمية، ورغبة من أهالي محافظة حريملاء في رؤية أبنائهم من خريجي المدارس والجامعات يعتلون منصات التفوق ونيل الجوائز والتنافس في مختلف التخصصات العلمية ويتولى تمويل الجائزة مجموعة من رجال الأعمال من أبناء حريملاء.