«الجزيرة» - صالحة المجرشي:
وقعت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وصندوق تنمية الموارد البشرية، أمس الأربعاء 18 يناير 2017، في مقر الهيئة بمدينة الرياض، 13 اتفاقية لتنفيذ برنامج إعادة تأهيل خريجات كليات العلوم للعمل في القطاع الصحي، مع العديد من الجهات، بحضور مسئولين من جهات حكومية وخاصة.
وألقى الأمين العام للهيئة الأستاذ الدكتور أيمن بن أسعد عبده، كلمة رحب فيها بالحضور، مشيراً إلى اهتمام القيادة الرشيدة بكل ما يهم المواطن، حيث تأتي اتفاقيات برنامج إعادة تأهيل خريجات العلوم تنفيذا للأمر السامي رقم (25539)، وتاريخ 2-7-1435هـ، القائم على دراسة إعادة تأهيل الخريجات للعمل في بعض المجالات الصحية أو الصحية المساعدة، منوها إلى دعم الهيئة واهتمامها ببرامج التأهيل وما ستضيفه للخريجات لدى انخراطهن في العمل الصحي، حيث ستعمل على رفع كفاءتهن وهو ما سينعكس على المهام التي سيؤدينها في القطاعات الصحية.
كما قدم الأمين العام عن شكره وتقديره للجهات الحكومية والخاصة التي ستسهم في تنفيذ البرامج، مؤكداً دعم الهيئة لجميع الجهود بما يخدم وطننا ويحقق أهداف برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030.
فيما قال رئيس الفريق الاستشاري في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالرحمن بن محمد المعمر: إن منهجية العمل في الفريق الاستشاري تركزت على قياس احتياجات سوق العمل ومهارات وقدرات خريجات كليات العلوم ومناسبتها لأداء هذه المهمة ومواءمة الخريجات من حيث التأهيل الدراسي لإنجاز الدورات التدريبية، وتحديد المسميات الوظيفية لتتناسب مع مؤهلات الخريجات، ومن ثم بناء البرامج وتنفيذ الخطط التدريبية.
من جهته، قال نائب الأمين العام لهيئة التخصصات الصحية الأستاذ الدكتور سليمان بن عمران العمران: في هذا اليوم المبارك في يوم اصطف فيه الجميع بروح الفريق الواحد ولبوا أمر قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، عندما أصدر أمره الكريم «بأن تتدارسوا وتتعاونوا فيما بينكم لإيجاد الحلول الناجحة التي من شأنها أن تعيد تأهيل هذه الفئة الغالية من بناتنا وأن تعدوهم الإعداد الجيد الذي يمكنهم من إيجاد الفرص الوظيفية للعمل في المجال الصحي ليخدموا بذلك وطنهم وتضمن -بإذن الله- لهم كرم العيش ورغد الحياة في بلادهم».
وقدم الدكتور العمران عرضا عن المنهجية التي اتخذتها الهيئة السعودية للتخصصات الصحية في تبني وإطلاق هذا المشروع، معرباً عن شكره وتقديره لمن ساهم وعمل في ذلك.
وألقى معالي مدير برنامج التعقيم المركزي عساف المالكي كلمة عن مديري البرامج قال فيها: «إن هذا المحفل النوعي حمل شعار التميز في جوهره وارتدى حلة الريادة يسانده رموزا نحتت بعطائها بصمة النجاح والتميز على جدار الوطن، حيث ضم أسماء بارزة ونجوما لامعة في المجالات العلمية والطبية».
مضيفاً إن الاهتمام المتزايد في السنوات الأخيرة بمجال التعقيم محلياً ودولياً أدى إلى استحداث إجراءات علمية وعملية في تقنية أجهزة التعقيم ومسار الإجراءات داخل أقسام التعقيم لتواكب التطور في بقية المجالات الطبية هذا التطور أدى إلى نقلة نوعية في أقسام التعقيم في المستشفيات والمراكز الطبية حولها من مصادر ذات تكلفة مالية عالية إلى مصادر ذات أهمية نوعية من حيث المساهمة الفعالة في الحد من انتقال العدوى داخل المنشآت الصحية وكذلك استثمار هذه المصادر إلى موارد مالية ذات أهمية ساهمت في ترشيد ميزانيات هذه المنشآت بشكل كبير.
وأشار إلى أن هذه النقلة النوعية تتطلب تمكين الكفاءات البشرية ذات المهارة العالية للعمل في مجال التعقيم والتطهير.
ولفت المالكي إلى أن مهمة تدريب الكوادر الوطنية في هذا المجال والمجالات العلمية الأخرى واجب وطني يحتم علينا العمل بجد واجتهاد حتى نتمكن من تسكين هذه الوظائف بأيد سعودية مدربة وطموحة.
فيما أشار مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) الدكتور عبدالكريم بن حمد النجيدي إلى أن من أهم مميزات هذا المشروع أنه حاول الجمع بين أطراف العلاقة في هذا الموضوع فانطلقنا من عدم وجود فرص كافية لخريجات كليات العلوم حتى وصلنا إلى ما هي الاحتياجات الموجودة في القطاع الصحي الذي يمكن أن يتم سدها بهذه الخريجات من خلال برامج تأهيل نوعية وكيف أن يعمل جميع أطراف العلاقة على هذا المشروع معا، فالجهة الموظفة تكون شريكة في الاختيار وشريكة في وضع البرنامج التدريبي وشريكة أيضا في وضع فرص التعلم والتدريب على رأس العمل بعد انتهاء البرنامج.
وذكر أن المرحلة الأولى ستبدأ في مناطق الرياض، ومكة المكرمة، والمنطقة الشرقية ونطمح إلى تأهيل 2880 خريجة من كليات العلوم في التخصصات العلمية المشمولة بالأمر السامي الكريم بالتعاون مع المراكز الطبية المتخصصة شركائنا في التأهيل والتدريب الذين تم تحديدهم من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، والفريق الاستشاري من معهد الملك عبدالله للبحوث الذي كان يعمل على هذا البرنامج منذ أن كان فكرة حتى ما وصلنا له اليوم، وسيستمر أيضاً في متابعة مخرجات البرنامج وتنفيذه.
ووفقاً للاتفاقيات، تشرف «الهيئة» بدعم من صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، على التدريب، وضبط الجودة، وإجراء الاختبارات، ومنح التراخيص، حيث سيتم التدريب بالتعاون مع بعض المراكز الطبية الرائدة في تنفيذ البرامج التدريبية، وتستهدف خطة التدريب في المرحلة الأولى إعادة تأهيل 2880 خريجة.
وستعمل الهيئة على تنفيذ وتقييم واعتماد البرامج التأهيلية والتدريبية، وإصدار الشهادات لخريجات البرامج التدريبية من الفئة المستهدفة، وذلك على مراحل عدة، بحيث يتم تبني سياسة الإحلال التدريجي للوظائف المشغولة بغير السعوديات في منشآت القطاعين الحكومي والخاص، وسيتحمل صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) جميع تكاليف التدريب، ورسوم الإشراف من قبل الهيئة، وكذلك مكافآت المتدربات الشهرية.
ويهدف المشروع في مرحلته الأولى إلى طرح برامج تأهيلية في تخصص التعقيم، وسحب الدم، ومكافحة العدوى، لخريجات كليات العلوم للتخصصات التالية (الأحياء، والأحياء الدقيقة، والكيمياء، والكيمياء الحيوية)، بالتعاون مع عدد من المنشآت الصحية الرائدة بالمملكة التي لديها خبرة كبيرة في برامج التأهيل والتدريب المتخصص، تحت إشراف الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وبرعاية من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ووزارة الصحة، وذلك لتنفيذ التدريب.
ويشارك في تنفيذ التدريب بحسب الاتفاقيات، مدينة الملك عبدالعزيز الطبية التابعة لوزارة الحرس الوطني، المدينة الطبية بجامعة الملك سعود، مدينة الملك سعود الطبية، مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، مدينة الملك فهد الطبية، ومستشفى جون هوبكنز التابع لشركة أرامكو.