الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - فتحي كالي:
زار صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة العليا المشرفة على تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض - القطار والحافلات، ظهر أمس مشروع قطار الرياض، بحضور المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ وزير الشؤون البلدية والقروية، والأستاذ سليمان بن عبدالله الحمدان وزير النقل، والأستاذ خالد بن عبدالله العرج وزير الخدمة المدنية، وأعضاء اللجنة التحضيرية للمشروع، وأعضاء لجنة متابعة سير العمل في المشروع.
وفي تصريح أمام وسائل الإعلام، قال سموهّ إن اكتمال أعمال حفر الأنفاق العميقة في مشروع قطار الرياض، يمثّل إنجازًا بارزًا، نهديه إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، ولسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد، حفظهما الله، كما نهديه إلى سكّان مدينة الرياض كافّة الذين تحملوا متطلبات أعمال إنشاء المشروع، وكانوا خير معين لإنجازه.
وأشار سموّه، إلى أن نسبة الإنجاز في مشروع قطار الرياض بلغت حتى الآن 48 بالمائة، مؤكدًا بأن المشروع يمضي بخطى ثابتة ووفق ما خُطط له، ولم تعترضه أيّ معوقات بفضل الله، ثم بتضافر جهود كافة الجهات المعنية مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، مقدماً سموه الشكر للعاملين في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وفي مقدمتهم معالي عضو الهيئة رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة المهندس إبراهيم بن محمد السلطان، على جهودهم في إنجاز أعمال المشروع.
تفقد أعمال نفق المسار الأزرق
وفور وصول سموّه، إلى الموقع المجاور للمتحف الوطني على الخط الأزرق (محور العليا - البطحاء) نزل إلى أرضية النفق التي يبلغ عمقها 35 متراً تحت سطح الأرض، حيث استمع إلى شرح حول إجراءات الأمن والسلامة المعمول بها في المشروع، واطلع على التجهيزات والمعدات والتقنيات الحديثة المستخدمة في أعمال حفر النفق انطلاقاً من هذا الموقع عبر آلتي (ذربة وصاملة) اللتين أكملتا مهمتهما في حفر النفق في وقت سابق.
كما استمع سموّه إلى شرح عن مكونات محطة المتحف الوطني التي ستقام عند تقاطع طريق الملك فيصل، مع طريق الملك سعود، على أرض تبلغ مساحتها 19.4 ألف متر مربع، وفق تصميم يمزج بين الأصالة والمعاصرة.
عقب ذلك استقل سموّه ومرافقوه عربات خاصة إلى داخل نفق الخط الأزرق، حيث شاهد عناصر ومكونات النفق، والتي تتكون من قطع الحلقات الخرسانية المحيطة بجدار النفق، إضافة إلى تمديدات الخدمات وتجهيزات أنظمة الأمن والسلامة داخل النفق.
وخلال الرحلة داخل النفق، توقف سمو الأمير ومرافقوه عند "محطة البطحاء" الواقعة عند تقاطع طريق الملك فيصل مع طريق الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله (الخزان) تحت عمق يبلغ 27 متراً تحت سطح الأرض، حيث شاهد سموّه لوحة تعريفية بالمحطة، واستمع إلى شرح عن حجمها وتصميمها وطريقة بنائها وسعتها من الركاب، وما ستتوفر عليه من خدمات ومرافق بعد اكتمال إنشائها بمشيئة الله.
اكتمال أعمال حفر الأنفاق في المشروع
وفي نهاية الرحلة عبر النفق، وصل سمو رئيس الهيئة العليا ومرافقوه إلى موقع محطة قصر الحكم، الجاري إنشائها بجوار مصلى العيد عند التقاء طريق الملك فيصل مع طريق المدينة المنورة، حيث رعى سموّه احتفال الهيئة العليا بمناسبة اكتمال أعمال حفر الأنفاق العميقة في مشروع قطار الرياض، وشاهد فيلماً موجزاً عن أعمال حفر الأنفاق العميقة في المشروع التي شملت حفر ثلاثة أنفاق في ثلاثة خطوط من شبكة القطار (الأزرق، الأخضر، البرتقالي) بطول إجمالي 34 كيلو متراً، وبكمية حفر إجمالية بلغت 2.6 مليون متر مكعب من التربة، وذلك عبر 7 آلات عملاقة لحفر الأنفاق TBM أكملت حفر 12.2 كيلومتراً من نفق الخط الأخضر عبر آلتي "سنعة" و"ظفرة"، وحفر 15.9 كيلومتراً من نفق الخط الأزرق عبر آلات: "ثاقبة، منيفة، ذربة، وصاملة"، وحفر نفق الخط البرتقالي بطول 5.2 كيلومتر عبر آلة "جزلة".
إنجاز آلات الحفر خلال 21 شهراً
كما جرى عرض فيلم موجز عن أعمال حفر الأنفاق العميقة في المشروع، تناول رحلة أعمال الحفر ضمن المشروع التي استغرقت 21 شهراً، وأبرز الأحداث والإنجازات التي تحققت خلالها، ثم قام سمو رئيس الهيئة العليا، بضغط زر تشغيل الرافعة العملاقة في موقع محطة "مجمع المحاكم" المجاور لرفع رأس الحفار للآلة "جزلة" إلى سطح الأرض، بعد أن أكملت مهمتها في حفر نفق الخط البرتقالي، لتكتمل بذلك أعمال حفر الأنفاق العميقة في المشروع بحمد الله.
محطة قصر الحكم.. معلم عمراني في أفق الرياض
بعدها شاهد سموه، فيلماً موجزاً عن سير العمل في إنشاء محطة قصر الحكم، البالغة مساحتها 23 ألف متر مربع، والتي يلتقي فيها كل من الخط الأزرق (محور العليا - البطحاء)، والخط البرتقالي (محور طريق المدينة المنورة)، وتعد إحدى المحطات الأربع الرئيسية في المشروع، وأحد أهم عوامل الجذب للركاب فيه، حيث تتميز بموقعها الحيوي في وسط المدينة، ومجاورتها لعدد من أهم مواقع المدينة التاريخية، ومقراتها الإدارية، وأسواقها التراثية.
واستعرض الفيلم، إنشاء المحطة ابتداء بأعمال الحفر في الموقع إلى عمق وصل إلى 42.3 متراً، مروراً باختراق المحطة عبر الآلة "صاملة" لترتبط بالخط الأزرق، واختراق الآلة "جزلة" للمحطة ضمن نفق الخط البرتقالي، وصولاً إلى أعمال الإنشاءات الجارية لبناء المحطة التي ستكون أحد أهم المعالم العمرانية في مدينة الرياض بمشيئة الله.
مشروع النقل العام يحقق توجهات "رؤية المملكة 2030"
وسيساهم مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض، في تحقيق توجهات (رؤية المملكة العربية السعودية 2030) بمشيئة الله، من خلال دوره في تطوير البنية الاقتصادية للمدينة، وإطلاق إمكاناتها وقدراتها التنافسية، وتحسين بيئة ومناخ الاستثمار فيها، وتعزيز مكانتها كوجهة للاستثمارات النوعية، فضلاً عن دور المشروع في توليد فرص العمل للمواطنين، واستقطاب الكفاءات العالمية، وتوطين التجربة والخبرة، وإطلاق فرص استثمارية واعدة في صناعة وتشغيل النقل العام، والخدمات والأنشطة المرتبطة به.
كما سيكون من شأن المشروع، تحقيق (رؤية المملكة 2030) بتصنيف 3 مدن سعودية بين أفضل 100 مدينة في العالم، على اعتبار النقل العام أحد أهم متطلبات رفع تصنيف مدينة الرياض، إضافة إلى دوره في رفع مستوى جودة الحياة بشكل عام في المدينة عبر الارتقاء بالعديد من قطاعاتها الحيوية، ومن بينها: قطاعات الطاقة والصحة والرياضة والبيئة والسياحة والثقافة والترفيه، ومن خلال مساهمة المشروع في تقليص استهلاك الوقود عبر رفع نسبة استخدام وسائل النقل العام مقابل تقليص استخدام السيارة الخاصة، والحد من التلوث البيئي الناجم عن عوادم السيارات، والتشجيع على النمط الصحي للحياة، وتوفير البيئة الملائمة لممارسة التنزه ورياضة المشي، وتنشيط حركة السياحة والترفيه ودعم الأنشطة الثقافية في المدينة.